صحة عامة

هل توجد علاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض؟

ما العلاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض
مدى العلاقة بين مقاومة الأنسولين والسكري وتكيس المبايض

هل هناك علاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض؟ وإذا كان الجواب بنعم، فما هي أبعاد تلك العلاقة؟ تعاني غالبية السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) من مقاومة الأنسولين (insulin resistance) أو ارتفاع مستوياته في الدم، إذاً ما علاقة مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض؟

يعتبر ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين من أعراض متلازمة تكيس المبايض الهامة. ويمكن أن يفيد اختبار مقاومة الأنسولين في استبعاد الحالات الأخرى التي تشابه في أعراضها متلازمة تكيس المبايض.

متلازمة تكيس المبايض

تصيب متلازمة تكيس المبايض واحدة من كل 10 نساء في سن الإنجاب. ولا تؤثر متلازمة تكيس المبايض (PCOS) على المبايض وحدوث التبويض فحسب، ولكنها أيضاً تمثل اضطراباً في الغدد الصماء والتمثيل الغذائي لكامل الجسم، وهذا الاضطراب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمقاومة الأنسولين؛ حيث تعد مقاومة الأنسولين وفرط أنسولين الدم هي السمات المميزة لمتلازمة تكيس المبايض.

على الرغم من أن الأسباب الفعلية لمتلازمة تكيس المبايض ليست مفهومة تمامًا، فهناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض. من هذه العوامل نمط الحياة غير الصحي مثل النظام الغذائي غير المتوازن وقلة النشاط البدني. كما تشمل كذلك وجود تاريخ عائلي للإصابة بتكيس المبايض والتعرض للسموم البيئية.

هل توجد علاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض؟
ما هو تكيس المبايض

ما هي مقاومة الأنسولين؟

في الشخص الطبيعي يرتفع هرمون الأنسولين بعد تناول الطعام لفترة قصيرة؛ ليحفز العضلات والكبد على امتصاص السكر من الدم وتحويله إلى طاقة لتستخدمها الخلايا لتشغيل وظائف الجسم، ومن ثم يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. بعد أن ينخفض جلوكوز الدم ينخفض تبعاً لذلك هرمون الأنسولين. وكذلك يكون كل من مستوى السكر والأنسولين طبيعيين في اختبارات الدم.

أما في حالة مقاومة الأنسولين، قد يكون سكر الدم طبيعيًا، لكن مستوى الأنسولين مرتفع. ويحدث ذلك الارتفاع بسبب إنتاج البنكرياس المزيد من الأنسولين نتيجة عدم استجابة الجسم لهرمون الأنسولين بشكل فعال. إذا كان البنكرياس لا يستطيع مواكبة إفراز الأنسولين الزائد، فقد يصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني.

قد ينتج عن زيادة مستويات الأنسولين عدد من المشاكل منها:

  • زيادة الوزن والسمنة.
  • الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • زيادة الالتهاب.
  • تطور متلازمة تكيس المبايض.

قد يهمك: تكيس المبايض والحمل.. وأهم المخاطر الناتجة على الأم والجنين.

علاقة مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض

تعد مقاومة الأنسولين علامة أساسية لمتلازمة تكيس المبايض في النساء اللاتي يعانين من السمنة والنحافة على حد سواء. تحدث مقاومة الأنسولين في 70-95٪ من النساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض والسمنة، وتوجد في 30-75٪ من النساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض والنحافة.

ولكن ليست كل النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن مقاومة للأنسولين، لكن يرتبط كل من مستويات الأنسولين، وقدرة الجسم على استخدام الأنسولين، ومتلازمة تكيس المبايض ببعضهم البعض.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مقاومة الأنسولين ليست مجرد عرضاً من أعراض متلازمة تكيس المبايض، لكنها أيضًا محرك رئيسي لها ولتطورها. فمن الممكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى زيادة إفراز هرمون التستوستيرون وإلى ضعف التبويض.

أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن زيادة معدلات متلازمة تكيس المبايض ترتبط بزيادة الوزن والسمنة خلال السنوات العشر الماضية، علاوة على ذلك، فإن معدلاتها تزداد أيضاً بالتوازي مع انتشار مرض السكري من النوع الثاني.

ترتبط متلازمة تكيس المبايض (PCOS) ارتباطًا وثيقًا بحالات التمثيل الغذائي الأخرى. قد تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم. بالإضافة إلى أن تكيس المبايض هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لعقم النساء.

أعراض مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض

من الممكن أن تكون هناك إصابة بمقاومة الأنسولين ولكن بدون ظهور أعراض، ورغم ذلك فهناك علامات تحذيرية في بعض الأحيان. وتشمل أعراض مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض ما يلي:

  • زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن: حيث أن الأنسولين يساعد جسمك على تخزين الجلوكوز في الكبد والعضلات لتزويد الجسم بالطاقة. أما الجلوكوز الزائد يتم تخزينه على هيئة دهون، مما ينتج عنه صعوبة فقدان الوزن زيادة الوزن.
  • تحول لون الجلد لدرجة داكنة وزيادة سمك الجلد. يظهر هذا عادة في ثنايا الجلد حول الرقبة، والإبط، والفخذ.
  • الجوع: قد يؤدي ارتفاع مستوى الأنسولين إلى الجوع المفرط وينتج عن ذلك زيادة القابلية للأكل.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • ظهور شعر الوجه وحب الشباب.

تشخيص مقاومة الأنسولين

يتم تشخيص حالات مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض من خلال الفحص الإكلينيكي والاختبارات المعملية. ومن أقوى العوامل التي تنبئ بوجود مقاومة الأنسولين لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ما يلي:

  • زيادة الدهون في منطقة البطن.
  • تضخم الخلايا الدهنية.
  • تحليل مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض.
  • تؤشر بعض التحاليل إلى وجود مقاومة الأنسولين ومنها:

– انخفاض مستوى الأديبونكتين (Adiponectin) في الدم: وهو هرمون بروتيني تنتجه الخلايا الدهنية ويعمل على تنظيم حساسية الأنسولين. ونتيجة لذلك تنتظم مستويات السكر في الدم.

– من هذه الاختبارات أيضاً قياس مستوى سكر الدم أثناء الصيام. إذا كانت نسبة FPG تتراوح من 100 إلى 125 مجم/ديسيلتر، فإنها تعتبر مقدمات السكري ويتم تشخيص مرض السكري إذا كان معدله أكبر من 126 مجم/ديسيلتر.

– قياس نسبة الهيموجلوبين السكري أو HbA1c: وهو يقيس متوسط مستوى الجلوكوز في الدم في الثلاثة أشهر الماضية. إذا كانت النسبة من 5.7 إلى 6.4% فهي تعد مقدمات لداء السكري، وإذا كانت 6.5٪ أو أكثر فقد يتم التشخيص بالسكري.

لا يتم تشخيص مقاومة الأنسولين دائمًا عن طريق اختبارات المعمل بسبب أنها تعتبر معقدة نوعاً ما. ومع ذلك، توجد بعض الاختبارات التي قد تحدد ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهذا يشير إلى أن الجسم يكافح لخفض نسبة السكر في الدم؛ أي أن هناك مقاومة أنسولين.

من الممكن تأكيد تشخيص مقاومة الأنسولين من خلال اختبارات مقاومة الأنسولين في الدم، ومنها: اختبار الأنسولين الصائم، واختبار تحدي الأنسولين الجلوكوز لمدة ساعتين، وتقييم نموذج الاستتباب لمقاومة الأنسولين (مؤشر HOMA-IR). تشير القيم أعلى من 2 إلى مقاومة الأنسولين.

علاج مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض

من الممكن تحسين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض للمساعدة في تخفيف أعراضها، والإقلال من المضاعفات، والوقاية من عدة أمراض مثل مرض السكري، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، وأمراض القلب والشرايين.

تشمل توصيات علاج مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض ما يلي:

  • اتباع نمط الحياة صحي من خلال:

فقدان الوزن:
من خلال تنظيم العادات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية وخاصة الهوائية منها. يساعد فقدان الوزن على تحسين مقاومة الأنسولين وزيادة حساسيته.

النظام الغذائي: تستطيع بعض الأنظمة الغذائية الصحية تحسين مقاومة الأنسولين.

نظام غذائي لتكيس المبايض ومقاومة الأنسولين

قد يساعد فقدان 10٪ فقط من وزن جسمك على تحسين أعراض مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض. ولذلك، من الجيد تناول الوجبات التي تركز على كميات أكبر من الخضار، والفواكه، والدهون الصحية. ومن أمثلة تلك الأنظمة نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي.

  • الإقلال من تناول السكريات. من الممكن تناول الفاكهة بكميات معتدلة حيث لا تؤدي الجرعات المنخفضة من سكر الفركتوز من الفاكهة إلى مقاومة الأنسولين، لكنها تفيد في تحسين حساسية الأنسولين. أما تناول الجرعات العالية من الفركتوز كما في المشروبات الغازية والحلويات لها تأثير مختلف.
  • أوضحت إحدى الدراسات الحديثة أنه يوجد اختلاف في كيفية معالجة الجسم لكميات السكر الصغيرة والكبيرة، فعند تناول جرعات عالية من السكريات، قد تطغى على مسارات المعالجة الطبيعية في الأمعاء الدقيقة لتصل إلى الكبد، ناتجاً عن ذلك إضعاف حساسية الأنسولين وحدوث التهابات.
  • الإقلال من تناول الكربوهيدرات المكررة مثل الأرز، والخبز، والمعكرونة، والخضروات النشوية، والحبوب. فكلما زادت كمية الكربوهيدرات التي تتناولينها، يزداد إفراز الأنسولين. لذلك، من الأفضل اختيار الكربوهيدرات المعقدة والحبوب الكاملة؛ حيث تحتوي على نسبة عالية من الألياف لتحسين مقاومة الأنسولين.
  • تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض، وأيضاً تعمل على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
نظام غذائي لتكيس المبايض ومقاومة الأنسولين
نظام غذائي لتكيس المبايض ومقاومة الأنسولين يحتوي على الفاكهة

استخدام بعض العلاجات مثل:

  • عقار ميتفورمين: يعمل ميتفورمين على زيادة حساسية الأنسولين ويقلل من مستويات الأندروجين، ومن ثم تحسين مُقاومة الأنسولين وتكيس المبايض.
  • حبوب منع الحمل: تعد موانع الحمل الهرمونية من العلاجات الأساسية المستخدمة في علاج متلازمة تكيس المبايض، ولكنها يمكن أن تتداخل مع تنظيم السكر ومقاومة الأنسولين، والتي بدورها تكمن وراء متلازمة تكيس المبايض، مما يشكل مأزقاً طبياً يحتاج إلى مزيد من البحث والتجربة.
  • مكمل الإينوزيتول: يوجد هذا المكمل طبيعياً في بعض الأطعمة مثل الذرة، والمكسرات، والفاصوليا، والفواكه. يعمل هذا المكمل على تحسين علامات مقاومة الأنسولين بصورة كبير كما أنه ينظم الدورة الشهرية.
  • المغنيسيوم: من المكملات المفضلة لمقاومة الأنسولين؛ حيث يفيد في تصحيح نقص المغنيسيوم تحت الإكلينيكي المنتشر بصورة واسعة بين الأشخاص قد تصل إلى الثلث. يعتقد بعض المختصين أن نقص المغنيسيوم قد يساهم في مقاومة الأنسولين وأمراض القلب.
  • كما وجدت إحدى الدراسات أن المكملات الغذائية التي تحتوي على المغنيسيوم، والكالسيوم، والزنك، وفيتامين د أدت إلى تحسين مُقاومة الأنسولين وتكيس المبايض.

كيف اعرف اذا كان عندي مقاومة انسولين؟

قد لا تكون لديكِ أي أعراض تشير إلى أنكِ تعانين من مُقاومة الأنسولين وتكيس المبايض. ولذلك لا بد من إجراء اختبارات الجلوكوز سواء أثناء الصيام أو الهيموجلوبين السكري. كما يمكن أيضًا قياس مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول.

هل يمكنك تحسين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض؟

نعم، يمكن تحسين مُقاومة الأنسولين وتكيس المبايض من خلال زيادة قدرة الجسم على استخدام الأنسولين وزيادة الحساسية له. من الممكن الوصول لذلك من خلال ممارسة النشاط البدني وفقدان الوزن المعتدل.

هل مقاومة الانسولين تؤثر على الانجاب؟

قد تؤثر مُقاومة الأنسولين وتكيس المبايض على إمكانية الحمل من خلال التأثير على عملية التبويض الطبيعية، ومن ثم تقل فرص الحمل. ولكن هي من أسباب تأخر الحمل التي يمكن التعامل معها من أجل استعادة التبويض.

اقرأي أيضاً: بطانة الرحم المهاجرة والحمل… وأهم المخاطر والمضاعفات

المصادر:

https://www.cdc.gov/diabetes/basics/pcos.html

https://helloclue.com/articles/cycle-a-z/the-link-between-pcos-and-insulin-resistance

https://www.endocrineweb.com/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/insulin-resistance-pcos

https://academic.oup.com/edrv/article/33/6/981/2354926

اظهر المزيد

Dr. Eman Abd Elrahim

طبيبة بشرية مدرس مساعد إدارة صحية وعلوم سلوكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى