مرض جريفز أو ما يُعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية، هو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى فرط نشاط معمم للغدة الدرقية، فتنتج فيه الغدة الكثير من هرمون الغدة الدرقية. يقوم هرمون الغدة الدرقية بالعديد من الوظائف المهمة للجسم بما في ذلك: تنظيم ضربات القلب، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ومعدل التمثيل الغذائي. لذلك فرط نشاط الغدة الدرقية، يسبب العديد من الاضطرابات في القلب وكذلك العظام والعضلات. ويبقى السؤال دائماً هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟
سُمى مرض جريفز بهذا الاسم نسبةً إلى الطبيب الأيرلندي روبرت جريفز، الذي قام بوصف هذا النوع من فرط نشاط الغدة الدرقية منذ حوالي 150 عاماً. ويُعد هذا النوع أكثر شيوعاً بين النساء من 7 إلى 8 مرات أكثر من الرجال.
ففي هذا المقال، سوف يتم الحصول على إجابات جميع الأسئلة الملحة حول هذا المرض بما في ذلك: هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟ وما هي أهم أعراض مرض جريفز؟ وما علاقة مرض جريفز بالحمل والعين؟
ما هو مرض جريفز؟
مرض جريفز Graves disease هو أحد أهم أمراض المناعة الذاتية، حيث يتم فيه مهاجمة الأجزاء السليمة من الغدة الدرقية من قبل الجهاز المناعي لأسباب غير معروفة. ويعد مرض جريفز هو السبب الرئيسي لفرط نشاط الغدة الدرقية، حيث فيها تفرز الغدة الدرقية الكثير من هرمون الغدة الدرقية.
الغدة الدرقية هي عبارة عن غدة صماء على شكل فراشة. تقع في مقدمة العنق، ولها العديد من المهام بما في ذلك: دورها في تنظيم درجة حرارة الجسم، وتنظيم ضربات القلب، والتحكم في سرعة التمثيل الغذائي (عملية تحويل الجسم للطعام الذي يستهلكه إلى طاقة)، وتُعد هذه الوظيفة الأساسية للغدة الدرقية.
ما مدى انتشار مرض جريفز؟
في حين أن مرض جريفز يُعد السبب الرئيسي لفرط نشاط الغدة الدرقية، حيث يمثل حوالي 60 إلى 80 % من حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، ومع وجود العديد من التساؤلات حول هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟
إلا أنها تعتبر حالات نادرة نسبياً.
اقرأ أيضاً: أماكن ظهور الدوالي عند النساء.
عوامل الخطر للإصابة بمرض جريفز
على الرغم من إمكانية إصابة أي شخص بمرض جريفز، إلا إنه يوجد العديد من عوامل الخطر التي يجب معرفتها لمعرفة كيفية الوقاية من مرض جريفز وهل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟
بما في ذلك:
- التاريخ العائلي: فمن المحتمل وجود جينات تزيد فرصة إصابة الشخص بهذا المرض.
- العمر: فتزيد فرصة إصابة الأشخاص بهذا المرض بعد سن الأربعين.
- الجنس: ويُعد هذا النوع أكثر شيوعاً بين النساء من 7 إلى 8 مرات أكثر من الرجال.
- اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى: حيث يزيد فرصة الإصابة بهذا المرض مع وجود أمراض مناعة ذاتية أخرى مثل داء السكري من النوع الأول، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الحمل: قد يزيد الحمل أو الولادة فرصة الإصابة بمرض جريفز.
- التدخين: يزيد التدخين من فرصة الإصابة بداء جريفز وخاصة اعتلال العين. حيث يؤثر التدخين على الجهاز المناعي.
اعراض مرض جريفز
عادةً ما يستغرق ظهور أعراض مرض جريفز عدة شهور أو أسابيع، وغالباً ما يتم ظهور الأعراض تدريجياً.
قد يشعر المريض ببعض هذه الأعراض دون غيرها، ويمكن أن يشعر بالعديد منها في نفس الوقت. يسبب مرض جريفز فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو ما يترتب عليها تسريع في وظائف معينة في الجسم، وينتج عنها العديد من الأعراض بما في ذلك:
- تضخم الغدة الدرقية.
- تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
- الإسهال.
- فقدان الوزن رغم عادات الأكل الطبيعية.
- زيادة في الشهية.
- الشعور بالتوتر.
الأرق وصعوبة النوم. - القلق، والتهيج، وتقلب المزاج.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- جلد رقيق، ورطب، ودافئ.
- عدم تحمل الحرارة وزيادة التعرق.
- صعوبة السيطرة على مرض السكري.
- نقص فيتامين ب12.
- الإعياء وضعف العضلات.
- جحوظ العين وهو ما يسمى اعتلال عين جريفز.
- اعتلال الجلد في جريفز: وهو إصابة بعض الأشخاص بجلد سميك متكتل مائل الحمرة وعادة ما يكون على الساق.
مرض جريفز والعين
يصاب حوالي ثلث الأشخاص المصابين بداء جريفز ببعض الأعراض والعلامات على العين، وهو ما يسمى اعتلال جريفز العين، أو اعتلال العين. ويحدث هذا نتيجة تأثير الالتهاب وأمراض المناعة الاخرى على الأنسجة والعضلات حول العين مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض بما في ذلك:
- تورم الأنسجة حول العين (عيون منتفخة).
- انتفاخ أو تراجع الجفون.
- ضغط أو ألم في العين.
- ازدواج الرؤية وعدم وضوحها.
- الحساسية للضوء.
- التهاب العين واحمرارها.
- فقدان البصر.
- جحوظ العينين.
مرض جريفز والحمل
تعمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي أثناء الحمل، ولكن يعتقد بعض الباحثين وجود جسم مضاد يحفز الغدة الدرقية على إفراز العديد من هرمون الغدة الدرقية. ويحدث هذا في أقل من 1 من كل 100 امرأة حامل. ويُعد هذا المرض أكثر شيوعاً بين النساء في منتصف العمر.
عادةً ما يسوء مرض جريفز في النصف الأول من الحمل، ثم يتحسن في النصف الثاني، ثم يسوء مرة أخرى بعد الولادة.
قد تعاني الحامل من بعض المضاعفات الناتجة عن وجود فرط نشاط الغدة الدرقية بما في ذلك:
- الولادة المبكرة: تحدث قبل 37 أسبوعاً من الحمل، مما يؤثر على وزن وصحة الجنين.
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
- عاصفة الغدة الدرقية وهو شكل خطير من فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يسبب ارتفاع في درجة الحرارة الجسم، والجفاف، والإسهال، وسرعة وعدم انتظام ضربات القلب، والصدمة، حتى الموت، إذا لم يتم علاجها.
- قد يضر استخدام بعض الأدوية بالجنين، فقد تزداد احتمالية حدوث عيوب خلقية.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز أثناء الحمل؟
تدور العديد من التساؤلات في ذهن الحامل المصابة بمرض جريفز ومن أهمها، هل يمكن الشفاء من مرض جريفز أثناء الحمل؟ وهل يمكن الحصول على حمل صحي؟ فيقوم الطبيب المعالج بالعديد من محاولات العلاج التي يمكن أن تشمل:
- الفحوصات المتكررة لمستويات الغدة الدرقية في الدم طوال فترة الحمل.
- إجراء عملية جراحية لإزالة الجزء مفرط النشاط من الغدة الدرقية.
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية، مع مراعاة إمكانية بعض هذه الأدوية عبور المشيمة والوصول للجنين.
- يمكن أيضاً استخدام اليود المشع في إتلاف الجزء مفرط النشاط في الغدة الدرقية، ولكن هذا العلاج غير آمن أثناء فترة الحمل.
اقرأ أيضاً: هل المغص الكلوي خطير؟
تشخيص مرض جريفز
يقوم الطبيب المعالج ببعض الإجراءات اللازمة لتشخيص مرض جريفز التي قد تشمل:
- اختبار الدم: فيتم فحص الدم للتحقق من مستويات هرمون الغدة الدرقية (TSH)، ففي هذا المرض يقمع مستوى هرمون TSH وترتفع مستويات الهرمونات الأخرى.
- الاختبارات المعملية للبحث عن الأجسام المضادة التي يمكن أن تكون السبب في فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اختبار امتصاص اليود المشع: عادةً ما يستخدم الجسم اليود في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، لذلك يتم استخدام جرعات صغيرة من اليود المشع لمراقبة امتصاصه في الغدة الدرقية من مجرى الدم، فإذا استوعب جزء كبير من اليود المشع فهذا دليل على أنه يعمل بجهد أكبر.
- فحص الغدة الدرقية: عن طريق تتبع انتقال اليود المشع في الغدة الدرقية، فإذا استمر اليود المشع في الانتشار في جميع أنحاء الغدة الدرقية، فهذا دليل على الإصابة بمرض جريفز.
- الموجات فوق الصوتية: يتم استخدام موجات صوتية عالية التردد، لإنتاج صور الغدة الدرقية، وتوضح هذه الصور وجود تضخم في الغدة الدرقية أم لا الذي يكون عادةً مرتبط بمرض جريفز.
هل مرض جريفز مزمن؟
نعم، يعد مرض جريفز حالة مزمنة ويمكن أن تدوم مدى الحياة. ولكن يمكن لبعض المساعدة العلاجية في الحفاظ والتحكم في مستوى هرمون الغدة الدرقية وجعلها تحت السيطرة لتجنب العديد من المضاعفات والمخاطر الناتجة عن هذا المرض.
علاج مرض جريفز
تتمثل أهداف علاج مرض جريفز في وقف إنتاج هرمون الغدة الدرقية بشكل مفرط ومنع تأثير زيادة الهرمون على الجسم.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز باستخدام حاصرات بيتا؟
لا توقف هذه الأدوية إنتاج هرمون الغدة الدرقية، ولكنها تعمل على تنظيم معدل ضربات القلب وحماية القلب، حتى يتم استخدام العلاجات المناسبة لمعالجة فرط نشاط الغدة الدرقية. فلذلك تعتبر هذه الأدوية الخط الأول لعلاج مرض جريفز. ومن أمثلة هذه الأدوية بروبرانولول وميتوبرولول.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز عن طريق الجراحة؟
يقوم الجراح بإزالة الغدة الدرقية بأكملها أو الأجزاء مفرطة النشاط منها. وقد يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى ما يسمى بقصور الغدة الدرقية، ومن ثم يجب تناول بعض أدوية هرمون كبديل لهرمون الغدة الدرقية مثل ليفوثيركسين ويتم استعماله مدى الحياة.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز باستعمال اليود المشع؟
يتضمن هذا النوع من العلاج تناول جرعة واحدة من اليود المشع على هيئة أقراص أو سائل، ويتم استعماله لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. فيقوم الإشعاع بتفتيت خلايا الغدة الدرقية مفرطة النشاط ولا يؤثر هذا على بقية الجسم.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز طبيعياً؟
يوجد العديد من التساؤلات حول هل يمكن الشفاء من مرض جريفز باستخدام الأعشاب؟ فالإجابة، نعم يمكن هذا. فهناك العديد من الخيارات الأخرى للعلاج فقد تشمل العلاجات الطبيعية لفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.
تناول بعض المكملات مثل فيتامين د، والسيلينيوم، والبروبيوتك.
بعض الأعشاب مثل عشب البوق والليمون.
المراجع
https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=graves-disease-in-pregnancy-90-P02460
https://www.thyroid.org/graves-disease
/
https://www.healthline.com/health/graves-disease#symptoms
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15244-graves-disease
