الولادة

نصائح ما بعد الولادة الطبيعية

نصائح ما بعد الولادة الطبيعية
نصائح ما بعد الولادة الطبيعية

تتساءل معظم السيدات قبل الولادة؛ ما هي نصائح ما بعد الولادة الطبيعية؟ متى أستطيع التحرك بعد الولادة الطبيعية؟ كم مدة التعافي من الولادة الطبيعية؟ متى يجب الاستحمام بعد الولادة الطبيعية؟ كيف تهتم المرأة بنفسها في فترة النفاس؟

تعد الأسابيع الأولى بعد الولادة، سواءً الطبيعية أو القيصرية، هي فترة نقاهة وتعافي الجسم مما مر به من آلام ومحاولة التأقلم على الحياة الجديدة وما طرأ عليها من تغيرات بعد قدوم مولود جديد في المنزل.

خلال هذه الفترة وبالأخص الأسابيع الأولى، عليكِ الاعتناء بنفسك جيداً لسرعة شفاء وتعافي الجسم، عليكِ بالراحة الجيدة مقدار ما استطعتِ، والحد من الزيارات حتى الشفاء التام، ووضع روتين مع المولود الجديد وتنظيم وقتك على حسب حاجته.

ولتسهيل الأمور على كل أم جديدة، نقدم إليكِ نصائح ما بعد الولادة الطبيعية وكل ما يجب عليكِ فعله لجعل الأمور سلسة وغير مرهقة لكِ، فتابعي معنا قراءة المقال.

1. التأقلم مع التغيرات الجسدية

تحدث بعض التغيرات الجسدية بعد الولادة، بعضها قد يكون مزعجاً والأخر مؤلماً، وغالبا ما تكون الأم على عجلة للتخلص من تلك التغيرات ولكن عليكِ بالصبر واتباع نصائح ما بعد الولادة الطبيعية للتغيرات الجسدية التالية لحل كل مشكلة يمكن أن تواجهكِ بعد الولادة.

    • زيادة الوزن

لا يحدث فقدان الوزن بين ليلةٍ وضحاها، لذا فعليكِ بالصبر حتى يسمح لكِ الطبيب بممارسة الرياضة خاصة تمرين شد البطن أو تقوية عضلات الحوض. ممكن البدء بتمارين خفيفة ولفترات قصيرة ومع الوقت يمكن زيادة مدة التمرين. يمكن ممارسة رياضات بسيطة مثل المشي بعد الولادة الطبيعية أو السباحة أو المشاركة في دروس الأيروبكس.

يعتمد فقدان الوزن أيضاً على الأكل الصحي حيث الوجبات المتوازنة والمتنوعة التي تحتوي على الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة. وتختلف الفترة التي يرجع فيها الجسم للوزن قبل الحمل من امرأة لأخرى حيث يعتمد هذا على طبيعة جسم كل سيدة، لذا فلا تقارني نفسك بالآخرين. كذلك الرضاعة الطبيعية لها دور كبير في خسارة الوزن الزائد وبالأخص الستة أشهر الأولى من الرضاعة حيث أنها تزيد من معدل الحرق.

    • تحجر الثدي

تشعر الأم بعد يومين من الولادة الطبيعية أو القيصرية بثقل وتحجر في الثدي ويكون هذا مؤلماً جداً في البداية، فكل هذا أمر طبيعي حيث يبدأ نزول اللبن في ثدي الأم. ولتجنب حدوث أي مشكلة على الأم محاولة إرضاع طفلها منذ الساعة الأولى من الولادة وتعمل على تنظيم وقت رضاعته كل ساعتين أو حسب حاجته فهذا يخفف كثيراً من تكتل اللبن داخل الغدد. ويمكن أيضاً عمل كمادات دافئة للثدي قبل الرضاعة لتسهيل نزول اللبن وكمادات باردة بعد كل جلسة رضاعة.

تواجه أيضاً معظم الأمهات آلام تشقق الحلمة، لذا يجب الاهتمام بالحلمة والهالة جيداً بوضع المرطبات والكريمات المحفزة للالتئام والمسكنة للألم بعد كل جلسة رضاعة وكل هذه الأمور ستتحسن مع الوقت ومع تأقلم الجسم عليها.

    • الإمساك

يحدث الإمساك غالباً لكل الأمهات بعد الولادة وذلك نتيجة لفقد عضلات البطن لقوتها ولكن ترجع الأمور لطبيعتها خلال أيام. وفي حالة عدم التحسن فعليكِ بالإكثار من الألياف في الوجبات على مدار اليوم وكذلك شرب الكثير من الماء فهذا يساعد الأمعاء على الحركة. وفي حالة تفاقم الأمر وحدوث بواسير فيمكنك الجلوس في حمام ماء دافئ فهذا يقلل من ألمها كثيراً وكذلك بعض كريمات البواسير تساعد في تسكين الألم.

    • تغيرات في الأعضاء التناسلية

تتمدد منطقة العجان في الولادة الطبيعية وقد تتمزق أحياناً أو يلجأ الطبيب لقصها لتسهيل عملية الولادة؛ وهذا من أهم مضاعفات ما بعد الولادة الطبيعية، فغالباً ما يكون التئام هذه المنطقة مؤلماً جداً ولكن يمكن التعامل معه لسرعة الشفاء، بعمل كمادات ماء بارد، وعند الجلوس يفضل الجلوس على وسادة، ولِتقوية عضلات الحوض ولمنع سلس البول يمكن ممارسة تمرين كيجل. وهناك بعض التمرينات الأخرى مثل تمرين المقعد (breech) وتمرين التواء الحوض (pelvic tilt exercise).

    • التعرق الليلي

تواجه معظم السيدات بعد الولادة الطبيعية مشكلة التعرق الشديد وخاصة في وقت الليل وأثناء الرضاعة الطبيعية؛ حيث يحدث ذلك نتيجةً لتغير الهرمونات ومحاولة الجسم التأقلم على هذا التغير، يمكن التعامل مع هذه المشكلة بتخفيف الملابس وإزالة البطانية من السرير لِجعله بارداً.

    • انقباضات الرحم

تشعر المرأة بألم بعد الولادة الطبيعية في البطن أو حتى بعد القيصرية، فغالباً ما يكون هذا بسبب انقباضات الرحم محاولاً التخلص من أي دم بداخله، هذه الانقباضات تسبب ألم وتقلصات في بطن الأم، وغالباً ما يصف الطبيب بعض المسكنات الآمنة للأم ورضيعها.

    • الإفرازات المهبلية

يتخلص الجسم من أي دم أو أنسجة أو مخاط داخل الرحم عن طريق الإفرازات المهبلية والتي تستمر بعد الولادة لمدة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع. تكون كمية الدم والإفرازات المهبلية كبيرة في الولادة الطبيعية في البداية، لذا فعليكِ بارتداء فوطة صحية حتى تتوقف الإفرازات المهبلية.
لا يُفضل استخدام أي تامبون أو غسول (دُش) في هذه المنطقة حتى يسمح الطبيب بذلك أو بعد قضاء فترة النفاس وهي أربعين يوماً، حيث أن استخدام هذه المنتجات قد يعرض الرحم للعدوى البكتيرية.

عند ملاحظة أي رائحة غير مألوفة للإفرازات أو زيادة في كمية الدم فعليكِ بالرجوع للطبيب.

    • وضعية النوم الصحيحة بعد الولادة الطبيعية

ومن أهم نصائح ما بعد الولادة الطبيعية لوضعية النوم الصحيحة هي أن تستلقي الأم على ظهرها أو النوم على الجانب الأيمن، حيث أن هذه وضعية النوم المُثلى بعد الولادة الطبيعية للتقليل من الشعور بالألم.

اقرأ أيضاً: هل يمكن ولادة طبيعية بعد القيصرية؟

2.التأقلم مع كونك أماً جديدة

النوم وقتما ينام الرضيع
النوم وقتما ينام الرضيع

التأقلم على حياة ما بعد الولادة الطبيعية، خاصةً إذا كانت أم لأول مرة، ليس بالشيء السهل في البداية فقط، حيث أنه مع الوقت تجد الأم نفسها تأقلمت على الوضع وعلى وجود كائن يعتمد كلياً عليها من رضاعة كل ساعتين تقريباً وتغيير حفاضة، واستحمام، ونوم.

ولتسهيل التأقلم مع وجود رضيعك سريعاً نقدم إليكِ نصائح ما بعد الولادة الطبيعية مع الرضيع وتشمل:

  • الحصول على راحة قدر المستطاع: من الطبيعي أن تواجه الأم مشكلة قلة النوم بسبب الاستيقاظ المتكرر للرضيع تقريباً كل ساعتين. لتجنب مشكلة قلة النوم، عليكِ بالنوم وقتما ينام رضيعك لتعطي جسمك الراحة الكافية. ولا داعي لإشغال نفسك بمستلزمات البيت والنظافة خلال هذه الفترة. الأهم هو شفاءك سريعاً. وإذا كنتِ تتساءلين عن كم تحتاج المرأة للراحة بعد الولادة، فهذا يختلف من إمرأة لأخرى، ولكن تتراوح مدة الراحة للتعافي الكامل للجسم من ٦ إلى ٨ أسابيع وقد تزيد.
  • الأكل الصحي: الأكل الصحي من أهم نصائح ما بعد الولادة الطبيعية، فوجود رضيعك لا يعني أن تعطيه كل الاهتمام وتهملي نفسك، حيث أن إهمال صحتك يؤثر أيضاً على عنايتك بالرضيع، لذا يجب تناول وجبات صحية غنية بالبروتين، والمعادن، والخضروات، والفاكهة. وعليكِ بشرب الكثير من الماء خاصةً إذا كنتِ تُرضعين طفلك رضاعة طبيعية، حيث أن كل ما تأكلين يعود على صحتك وصحة الرضيع بالنفع.
    يفضل أيضاً تناول أقراص الفيتامينات طول فترة الرضاعة حتى لا تؤثر الرضاعة على جفاف البشرة، وتساقط الشعر، وغيرها من مشاكل الأنيميا والعظم.
  • طلب المساعدة: عليكِ بطلب أو قبول المساعدة من الأهل والأقارب والأصدقاء خصوصاً خلال الفترة الأولى من الولادة فهذا يخفف من التوتر والقلق الذي ينتابك ويمنحك بعض الوقت لاستعادة قواكِ، حيث أنهم يمكنهم مساعدتكِ في تحضير الطعام أو تنظيف المنزل أو حمل الرضيع عنكِ لبعض الوقت.

لا تُشعري نفسك بالذنب لأخذك بعض الوقت من الراحة، بل هذا لا بد منه حتى تتمكني من الشفاء العاجل واستعادة الطاقة لِتكميلى المسيرة مع طفلك بدون دخول في أي مشكلات مثل اكتئاب ما بعد الولادة.

  • ممارسة التمارين: لا تتعجلي بممارسة تمارين شد البطن أو تقوية عضلات الحوض. يمكنك الانتظار حتى ٦ أسابيع وبعدها إذا سمح الطبيب بالبدء على حسب تحسن حالتك الصحية يمكنك البدء بتمرينات خفيفة مثل المشي مع رضيعك في الخارج لبعض الوقت في المنتزه فهذا يساعدك على فقدان الوزن مع تحسين وتغيير روتين المنزل، ومع الوقت يمكنك زيادة حدة ومدة التمارين إلى أن تصلي لهدفك.

اقرأ أيضاً: مميزات الولادة الطبيعية بدون ألم

3. العلاقة الزوجية

نصائح ما بعد الولادة الطبيعية

بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، غالباً ما تتأثر العلاقة الزوجية، وقد يشعر الزوج أنه أصبح غير محط الاهتمام حيث أن الزوجة مشغولة بين رضيعها وآلامها التى تعيشها خلال هذه الفترة. فما الذي يجب عليكما فعله كزوجين لتجنب فتور العلاقة بينكما. فإليكِ نصائح ما بعد الولادة الطبيعية والعلاقة الزوجية حيث تشمل:

  • على الزوج الصبر لبعض الوقت حتى تتعافى الزوجة تماماً، جسدياً ونفسياً وعليه أن يشعرها بأنه بجانبها وليس عبئاً عليها وأن لا يُشعرها بالتقصير في هذا الجزء، فعليه أن يحتويها ويُشعرها بالأمان وأنه بجانبها في كل الظروف والأحوال وعليه أن يساعدها في بعض أمور الرضيع مثل حمله عنها لبعض الوقت أو المساعدة في تغيير ملابسه.
  • على الزوجة أن تقتصر بعض الوقت للجلوس مع زوجها للتحدث فقط عن نفسهما ولا تشعر بالذنب حيال هذا حيث أن هذا مفيد للأسرة جميعا.
  • ممارسة العلاقة او الجماع بعد الولادة يمكن أن يحدث بعد تعافي الجسم والذي قد يستغرق ٦ أسابيع أو أكثر على حسب الحالة ولكن هذا يتوقف أيضاً على تَحدث كلا الطرفين معاً وكيفية ترتيب الأمور بينهما سوياً.

4. الكآبة أو البيبي بلوز (baby blues)

تُصاب ٨٠٪ من الأمهات وخاصةً الأمهات الجدد بالكآبة النفسية والتغيرات المزاجية وبعض المشاعر السلبية تجاه نفسها أو حتى تجاه رضيعها ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية أو قد يكون بسبب تغير أسلوب الحياة بشكل عام وتتمثل أعراض كآبة ما بعد الولادة فيما يلي:

    • البكاء بدون أي سبب.
    • الأرق وقلة النوم حتى لو الطفل نائم.
    • فقدان الشهية.
    • التوتر والعصبية.
    • الشعور بالحزن.

ولتجنب الدخول في هذه الحالة أو الاستمرار بها عليكِ باتباع نصائح ما بعد الولادة الطبيعية السابق ذكرها.

المراجع:

  1. https://www.healthline.com/health/postpartum-care
  2. https://my.clevelandclinic.org/health/articles/9679-postpartum-care
  3. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/labor-and-delivery/in-depth/postpartum-care/art-2004
اظهر المزيد

Dr Reham Abdelazeem

طبيبة بيطرية حاصلة على ماجستير في العلوم الطبية البيطرية( تخصص جراحة الحيوان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى