مع اقتراب موعد الولادة، تقلق الكثيرات من الحوامل بشأن كيفية اجتياز مرحلة الولادة، ويتسائلن عن مقدار الصعوبات والآلام التي قد يواجهنها خلال ذلك. لا تقلقي عزيزتي بخصوص ذلك الشأن؛ سأضع بين يديكِ شرحاً مفصلاً عن كل ما قد يؤرق ذهنك ويحيرك فيما يخص الولادة الطبيعية بدون ألم، وستتعرفين من خلاله على كلٍ من مميزاتها وعيوبها لتتخذي قرارك عن معرفة واطمئنان.
هل الولادة الطبيعية مؤلمة جداً؟
يختلف مقدار الألم الذي يحدث أثناء الولادة الطبيعية، كما تختلف أيضاً القدرة على تحمله من امرأة لأخرى. وتحدث آلام الولادة لعدة عوامل مجتمعة.
لماذا تحدث آلام الولادة؟
تشمل أسبابها ما يلي:
الانقباضات الرحمية:
تعمل تقلصات الرحم على مساعدة الطفل على دفع عنق الرحم والخروج منه.
تمدد عنق الرحم وتوسعه:
يعمل عنق الرحم على حماية الجنين ببقائه مغلقاً طوال فترة الحمل، ويتوسع عند الولادة لتسهيل خروج الطفل منه.
تمزق الأغشية المحيطة بالجنين:
يحيط الكيس الأمنيوسي بالجنين ويحتوي على السائل الأمنيوسي بداخله لحماية الجنين من أي صدمات قد يتعرض لها. بالإضافة لذلك، فهو يمنع انتقال الميكروبات إلى الجنين لمنع إصابته بالعدوى. وعندما تبدأ الولادة، ينفجر هذا الكيس وتنزل محتوياته من المهبل لتدل على أن مخاض الطفل أضحى قريباً جداً.
ما هي الولادة الطبيعية بدون ألم؟
تختلف القدرة على تحمل الألم بين كل امرأة وأخرى؛ فهناك من لديها قوة وصلابة لتحمل الألم ولو كان شديداً، بينما لا تستطيع امرأة أخرى تحمل ما هو أبسط وأخف. ولذلك، يقلق الكثير من السيدات الحوامل بشأن الآم المخاض وتسعى إلى خوض تجربة الولادة الطبيعية بدون ألم لدرء تلك المخاوف وتجنب حدوثها.
ليس بالضرورة أن تشعري بذات الألم مع كل ولادة؛ فقد يكون الألم مختلفاً عن ذي قبل ويكون من الصعب التنبؤ به. وإذا قررتِ خوض تجربة الولادة الطبيعية بدون ألم، فلا بد من مناقشة الخيارات المتاحة أمامك والتوقعات الممكنة لها مع طبيبك لتحديد الطريقة الأفضل والأنسب لكِ ولطفلك.
طرق الولادة الطبيعية بدون ألم.
عندما نأتي لمناقشة طرق الولادة الطبيعية بدون ألم، فستكون لديكِ عدة خيارات لبحثها مع طبيبك واختيار ما يراه الطبيب مناسباً لكِ وترتاحين بشأنه، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الاختيارات قد تتغير أثناء المخاض؛ فقد يكون مسار الولادة مختلفاً عما تم توقعه مسبقاً مما ينتج عنه تغيير خطة إجراء الولادة.
تنقسم طرق الولادة الطبيعية بدون ألم إلى قسمين، وهناك بعض العوامل التي يضعها الأطباء في الاعتبار عند اختيار الطريقة المناسبة لكل سيدة، ومن هذه العوامل:
- مستوى شدة انقباضات الرحم.
- مدى تحمل الأم للألم.
- الصحة العامة للأم.
- وضعية الطفل في الرحم ووزنه.
- حجم حوض الأم: هل هو مناسب أم ضيق.
أولاً: الطرق غير الدوائية في الولادة الطبيعية بدون ألم:
هناك عدة طرق بخلاف استخدام الأدوية تعمل على تخفيف الآم المخاض وتهدئتها. تساعد هذه الطرق في الحفاظ على النشاط وزيادة القدرة على التحمل وخصوصاً إذا استمرت الولادة لوقت طويل. يختلف مدى فاعلية الوسائل غير الدوائية من سيدة لأخرى. وتشمل هذه الوسائل ما يلي:
-أخذ حمام دافئ.
-تمارين الاسترخاء والتنفس: يمكن أن تساعد هذه التمارين في إلهاء الذهن وتقليل إدراكه للألم.
-تغييرات الوضع والحركة والمشي.
-تدليك الجسم باستخدام كمادات دافئة والضغط على منطقة الظهر.
اقرأ أيضا: كيفية تجنب الولادة المبكرة وأسبابها
ثانياً: الطرق الدوائية المستخدمة في الولادة الطبيعية بدون ألم
توجد مجموعتان دوائيتان يمكن أن تستخدم للولادة الطبيعية بدون ألم:
أولا: مسكنات الألم: تخفف المسكنات من الشعور بالألم ويظل الوعي كما هو غير بدون أن يتأثر.
ثانيا: المواد المخدرة: يمنع التخدير الشعور بالألم، بالإضافة إلى منع الشعور بالحرارة، والوخز، والحركة. كما أنه يؤثر أيضاً على الوعي إن كان تخديراً كلياً.
تعمل بعض أنواع التخدير على الإقلال من الشعور بالألم في مناطق صغيرة مثل المهبل، والعجان، والفرج؛ بينما تعمل أنواع أخرى منها على تخدير الجسم بالكامل. بالإضافة لهذين النوعين، فهناك نوع آخر يعمل على منع الألم في مناطق كبيرة نسبياً من الجسم كتخدير النصف السفلي من الجسم. ويشمل النوع الأخير: إحصار فوق الجافية، وإحصار العمود الفقري، وإحصار النخاع فوق الجافية.
ما هي حقنة الإبيديورال؟
نسمع كثيراً في الفترات الأخيرة عن حقنة الإبيديورال وعن استخدامها المتزايد في الولادة، فدعونا نتناول الإجابة بشيء من التفصيل عن هذا السؤال لنعرف ما هي حقنة الإبيديورال وما فوائد استخدامها في الولادة الطبيعية بدون ألم.
حقنة الولادة الطبيعية بدون ألم “حقنة الإبيديورال”:
هي النوع الأكثر شيوعاً من مسكنات الآلام الأخرى المستخدمة أثناء الولادة. ويطلق عليها أيضاً “إحصار فوق الجافية” أو “فوق الجافية”. تستخدم حقنة الإبيديورال لمنع الشعور بالألم أثناء الولادة الطبيعية، كما يمكن أن تستخدم أيضاً أثناء الولادة القيصرية. يقوم الطبيب بحقن حقنة الإبيديورال في أسفل الظهر، وتستغرق 10 إلى 20 دقيقة تقريباً لبدء تأثيرها.
مميزات وعيوب الولادة الطبيعية بدون ألم باستخدام حقنة الإبيديورال
أولاً: مميزات الولادة الطبيعية بدون ألم باستخدام حقنة الإبيديورال:
- تخفيف الألم أو منعه طوال فترة الولادة واجتياز الولادة الطبيعية بدون ألم.
- عدم الشعور بالجزء السفلي من الجسم دون إبطاء الولادة كثيراً.
- لا تؤثر حقنة فوق الجافية على الوعي ويسمح ذلك بالبقاء في حالة نشاط وتأهب، كما يمكنكِ التحرك خلالها والشعور بالانقباضات غير المؤلمة.
- ليس لها آثار سلبية تذكر على الجنين.
ثانيا: عيوب وأضرار إبرة الظهر للولادة الطبيعية بدون ألم:
توجد بعض الآثار الجانبية لاستخدام الإبيديورال إلا أنها تعتبر نادرة الحدوث، ومنها ما يلي:
- انخفاض ضغط الدم.
- بطء معدل ضربات قلب الطفل.
- عدم القدرة على المشي أثناء المخاض.
- قد تؤثر أيضاً على القدرة على التبول، ولذلك قد توضع قسطرة بولية.
- الشعور بالصداع الشديد بعد الولادة.
- الحُمى والإصابة بالعدوى مثل حدوث خراج أو التهاب السحايا المحيطة بالحبل الشوكي.
- الشعور بالحكة.
- آلام الظهر.
- موانع استخدام حقنة الظهر
قد لا يمكنكِ الخضوع لحقنة الإبيدورال لخوض الولادة الطبيعية بدون ألم في عدد من الحالات، وتشمل موانع استخدام حقنة الضهر الحالات الآتية:
- إذا كنتِ قد خضعتِ لجراحة كبرى في أسفل الظهر.
- إذا كنتِ تعانين من انخفاض عوامل تجلط الدم أو تتناولين مميعات الدم التي تمنع تخثر الدم.
- إذا كنتِ مصابة بعدوى في أسفل الظهر.
إحصار العمود الفقري:
يعرف أيضاً ب”الإحصار النخاعي” ويستخدم عادةً في حالات الولادة القيصرية، ونادراً ما يستخدم هذا النوع من التخدير في الولادة الطبيعية لتخفيف الألم إلا إذا كان من المتوقع أن تتم الولادة سريعاً أو إذا كانت هناك دواعي لاستخراج الجنين بالشفط أو بالملقط الجراحي.
يحقن إحصار العمود الفقري في أسفل الظهر في السائل الموجود أسفل الحبل النخاعي ويبدأ عمله في غضون بضع دقائق ويستمر إلى ساعة أو ساعتين. تشابه الآثار الجانبية لاستخدام الإحصار النخاعي تلك الآثار الخاصة بحقنة الإبيديورال.
إحصار فوق الجافية النخاعي المُركّب:
يتم أحياناً الجمع بين تخدير فوق الجافية وإحصار العمود الفقري لتخفيف الألم بسرعة عن استخدام إحصار فوق الجافية العادي بجرعة أقل من الأدوية.
المهدئات:
تساعد المهدئات في تخفيف مشاعر القلق والتوتر الناجمة عن خوض الولادة. بالإضافة إلى ذلك، فهي تسبب الشعور بالنعاس ونسيان بعض تفاصيل الولادة ولكنها لا تمنع الألم تماماً. وقد يكون لها نفس التأثير على الطفل مسببةً خموله، والتأثير على تنفسه، وإعاقة قدرته على الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى بعد ولادته.
لا تُستخدم المهدئات بشكل كبير في الولادات وعادةً تُعطى للنساء اللاتي لا يرغبن في تلقي حقنة الإبيديورال ولكن يردن بديلاً لتسكين الآلام أثناء المخاض. ويستغرق بدء عملها 10 إلى 20 دقيقة تقريباً ويمتد إلى 4 ساعات.
الإحصار الفرجي أو التخدير الموضعي:
يمنع التخدير الموضعي الألم في المنطقة بين المهبل وفتحة الشرج أو ما يعرف ب “العجان” استعدادًا لعمل شق جراحي لتكبير فتحة المهبل أو إصلاح تمزق بعد الولادة.
يستغرق عملها عشر دقائق تقريباً، ونادراً ما يكون لها أي أضرار والتي قد تشمل حدوث رد فعل تحسسي، والإصابة بالعدوى، وعدم فعاليتها في تسكين الألم بشكل كبير، كما أنها أيضاً ليس لها تأثير على آلام التقلصات.
استنشاق غاز أكسيد النيتروز:
يسكن أكسيد النيتروز الألم عن طريق الاستنشاق باستخدام قناع الوجه ويبدأ مفعوله خلال دقيقة فقط. من مزاياه أنه يمكن استخدامه على نحو متقطع أو مستمر أثناء المخاض. كما أنه لا يؤثر على الحركة والنشاط. وينتهي مفعوله سريعاً بمجرد إزالة القناع عن الوجه. وعادةً لا يؤثر أكسيد النيتروز على الجنين بشكل سلبي.
قد يسبب أكسيد النيتروز الشعور بالنعاس، والدوخة، والغثيان، والقيء. كما أنه لا يقضي على الألم تماماً ويجب استنشاقه قبل نصف دقيقة تقريباً من كل انقباضة رحمية.
استخدام التخدير العام أو الكلي:
وتكون فيه الأم نائمةً وفاقدة ً للوعي.
اقرأ أيضا: تعرفي على أعراض الولادة المبكرة وماذا تفعلين عند حدوثها
المصادر:
https://www.healthline.com/health/pregnancy/natural-birth-vs-epidural#natural-birth
