الحمل

علاج ضعف المشيمة عند الحامل | وتأثير هذه الحالة في الأم والجنين

هل فكرتِ يومًا كيف يتنفس أو يأكل طفلك وهو في كيس مملوء بالماء؟ ومن أين يحصل على الأكسجين والمواد الغذائية لنموه خلال فترة حملك؟ الحقيقة أن هذا الدور تقوم به (المشيمة)، في هذا المقال ستتعرفين على دور المشيمة المهم والحيوي أثناء الحمل، وأيضًا إذا حدث قصور أو ضعف فيها، فما هي أسباب هذه الحالة؟ وما مضاعفاتها؟ وما علاج ضعف المشيمة عند الحامل؟ وفي النهاية بعض التوصيات الهامة لسلامة الحمل.

المشيمة ودورها الحيوي أثناء الحمل

المشيمة تنمو أثناء الحمل مع نمو طفلك، ولها دور هام وحيوي؛ ففي الوقت الذي لا تعمل فيه رئة طفلك ليتنفس، ولا يستطيع تناول الطعام ليحصل على المواد الغذائية الهامة، تقوم المشيمة بالآتي: 

  • نقل الأكسجين والمواد الغذائية من دم الأم إلى الجنين.
  • نقل الفضلات والغازات الضارة من الجنين إلى دم الأم.
  • إفراز بعض الهرمونات الهامة التي تساهم في تثبيت الحمل.
  • حماية الجنين من البكتيريا الضارة والعدوى، فهي تساهم في تشكيل المناعة لدى الجنين.

 لذا، فهي ذات دور حيوي ومهم جدًا لصحة الأم والطفل، إلا إنه في بعض الأحيان النادرة قد يحدث خلل أو ضعف في المشيمة، وبالتالي لا يحصل الجنين على الغذاء اللازم لنموه مما قد ينتج عنه عدة مضاعفات خطيرة، فما هي أسباب هذه الحالة؟ وما هو علاج ضعف المشيمة عند الحامل؟

أسباب قصور أو ضعف المشيمة عند الحامل

يحصل ضعف أو خلل في المشيمة عند حدوث اضطرابات في وصول الدم إليها، وهذا قد يحدث لعدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، منها ما هو راجع لصحة الأم وغذائها، ومنها ما هو راجع لخلل في نمو المشيمة، وتفادي هذه العوامل يساهم في علاج ضعف المشيمة عند الحامل.

أولًا: العوامل المتعلقة بصحة الأم ونظامها الغذائي:

  • تسمم الحمل.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، وأبرزها: ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض الكلى.
  • اضطرابات تخثر الدم.
  • الأنيميا.
  • مرض السكر.
  • السمنة المفرطة.
  • الأمراض التي يحتمل أن تسبب جلطات.
  • إذا تجاوز عمر الأم الأربعين.
  • التدخين وتعاطي المخدرات.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: أدوية سيولة الدم، ومضادات نوبات الصرع، ومضادات الأورام.

ثانيًا: العوامل المتعلقة بالمشيمة:

  • قد يحدث خلل أثناء نمو المشيمة فلا تلتصق بجدار الرحم بشكل صحيح، أو تكون هناك مشكلة في سمكها أو حجمها، كل هذا يؤثر على وصول الدم إليها، وبالتالي احتمالية حدوث قصور بها.
  • حدوث نزيف شديد أثناء الحمل.
  • الانفصال المبكر للمشيمة.
  • الولادة المتأخرة.

كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى حدوث ضعف في المشيمة الذي قد ينتج عنه مضاعفات تشكل خطرًا على الجنين والأم.

مضاعفات ضعف المشيمة عند الحامل

على الرغم من أن هذه الحالة نادرة الحدوث، فهي تصيب من جميع النساء الحوامل نسبة تتراوح ما بين ٨٪؜ إلى ١٠٪؜، إلا أن هذه الحالة خطيرة فهي كما ذكرنا ينتج عنها نقص في إمداد الجنين بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لنموه، لذا يمكن أن تتسبب في عواقب سيئة للجنين خاصة كلما كانت الإصابة بها مبكرة، وكذلك هناك احتمالية حدوث مضاعفات للأم التي تعاني من مشاكل صحية.

أولًا: المضاعفات التي قد تحدث للجنين:

  • تأخر في نمو الجنين، بسبب نقص الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة التي تصل إليه.
  • انخفاض في وزن الجنين.
  • عند فشل الأكسجين في الوصول إليه، سيؤدي إلى موت الجنين.
  • الولادة المبكرة (أي قبل إتمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل).

قد يعاني الجنين بعد الولادة من بعض المشاكل خاصةً كلما كانت الإصابة بقصور المشيمة في وقت مبكر من الحمل، أو إذا حدثت ولادة مبكرة، ومن هذه المشاكل ما يلي:

  • مشاكل في التنفس والقلب.
  • مشاكل في الرؤية والعينين.
  • مشاكل في الرضاعة وصعوبة في اكتساب الوزن.
  • انخفاض مستوى السكر والكالسيوم في الدم.
  • أنيميا.
  • الإصابة بالعدوى لضعف المناعة.
  • قد يحدث تشوهات خلقية أو يعاني فيما بعد من صعوبات في التعلم.

ثانيًا: المضاعفات التي قد تحدث للأم:

تحدث مضاعفات في الغالب للأم التي تعاني من مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو مشاكل في وظائف الكلى، ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث ما يلي:

  • تسمم الحمل.
  • انفصال جزئي أو كلي للمشيمة.
  • الولادة القيصرية.
  • حدوث إجهاض.

أعراض ضعف أو قصور المشيمة عند الحامل

لا توجد أعراض ظاهرة ومحددة يمكن الاستناد عليها لتشخيص قصور المشيمة، خاصة إذا كان هذا الحمل الأول للأم، لكن إذا لم يكن هذا أول حمل للأم، فسوف تلاحظ ما يلي:

  •  حجم بطنها سيكون أصغر مما كان عليه في المرات السابقة، فهذا قد يدل على عدم نمو الجنين بشكل جيد.
  • أيضًا ضعف حركة الجنين، فإذا كانت عدد مرات حركة الجنين أقل من المعتاد، فهذا قد يكون مؤشرًا على تأخر نمو الجنين.

وعليه فيتطلب هذا الذهاب إلى الطبيب في أسرع وقت للتشخيص، لأن التشخيص المبكر في هذه الحالة هام جدًا وفارق ويساهم في تحقيق أفضل نتائج عند علاج ضعف المشيمة عند الحامل.

لقد أشارت إحصائية لمستشفى في كندا أن أفضل النتائج تحدث في هذه الحالة عند اكتشافها في وقت مبكر (ما بين الأسبوع الثاني عشر والأسبوع العشرين من الحمل).

تشخيص ضعف المشيمة عند الحامل

لا يوجد طريقة موحدة لتشخيص ضعف المشيمة، خاصة وأن هذه الحالة لا تعتمد على أعراض ظاهرة وكافية، كما أن أسبابها غير محددة فهي تتأثر بعوامل عديدة، ولكنها خطوة مهمة لتحديد طريقة علاج ضعف المشيمة عند الحامل.

للتشخيص يقوم الطبيب المعالج عادةً بالآتي: 

  • قياس حجم الجنين ومراقبة تطور نموه.
  • قياس حجم السائل المحيط بالجنين.
  • قياس حجم المشيمة ونسبة الدم التي تصل إليها وإلى الجنين.

ويُقاس ما سبق باستخدام الموجات فوق الصوتية دوبلر (سونار الدوبلر)، وإذا لم توضح الموجات فوق الصوتية المطلوب، يمكن اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، فهو يمكنه الكشف بوضوح إذا كانت هناك تشوهات في المشيمة، ويمد بمعلومات أدق عن حالة المشيمة والجنين.

كما يمكن للطبيب أيضًا أن يطلب:

  • اختبار دم لقياس مستوى بروتين ألفا فيتو AFP في دم الأم.
  • قياس نبضات قلب الطفل عن طريق اختبار NST.

علاج ضعف المشيمة عند الحامل

علاج ضعف المشيمة عند الحامل

إذا أُكد التشخيص بقصور المشيمة، فإن القرار الذي سيتخذه الطبيب لعلاج ضعف المشيمة عند الحامل، يختلف على حسب حالة طفلك وعمر حملك كالآتي:

إذا كنتِ قد تجاوزتِ الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل أو كان طفلك في حالة حرجة، فسوف يلجأ الطبيب إلى إخراج الطفل، عن طريق تحفيز وتسريع الولادة الطبيعية أو اللجوء إلى الولادة القيصرية.

أمّا إذا كان عمر حملك لم يتجاوز الستة أشهر، فسوف تُراقب حالة طفلك ونموه، عن طريق المتابعة المنتظمة مع الطبيب وسيطلب منك ملاحظة حركة طفلك واللجوء إليه عند حدوث أي تغيرات، مع الانتظار لأطول فترة ممكنة، وقد يصف لك الطبيب بعض الفيتامينات، أو جرعة منخفضة من الأسبرين، أو الهيبارين، للمساهمة في تحسين حالة المشيمة وزيادة الدم الوارد لها.

أمّا في حالة كان هناك تخوف من الولادة المبكرة، فقد يلجأ الطبيب إلى إعطائك حقن الستيرويدات التي تعمل على تقوية وتسريع نمو رئة طفلك.

إذا لم تسمح حالتك بالانتظار ولم تُكملي الأسبوع السابع والثلاثين في حملك، فسوف يلجأ الطبيب إلى الولادة المبكرة مع نقل طفلك إلى الحضّانة لاكتمال نموه.

إذا كنت تعانين من مشاكل صحية مثل: تسمم الحمل أو السكر أو ارتفاع ضغط الدم، فعلاج هذه المشاكل يساعد على زيادة إمداد الدم للمشيمة وبالتالي الحفاظ على نمو طفلك بشكل سليم.

توصيات هامة للحصول على حمل صحي

هذه بعض النصائح التي يجب عليكِ اتباعها في المنزل، بجانب علاج ضعف المشيمة عند الحامل الذي سيصفه لكِ الطبيب لسلامة حملك وطفلك:

  • احرصي على اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة، مثل: الخضروات، والفواكه، والبروتين.
  • تجنبي المذكور سابقًا في العوامل المسببة لقصور المشيمة.
  • احرصي على المحافظة على وزن مناسب أثناء الحمل.
  • لا تستهيني بشرب الكثير من السوائل وخاصةً الماء (إذا كنتِ تعانين من أمراض في الكلى أو الكبد أو القلب فيجب عليك ِاستشارة طبيبتك قبل زيادة كمية السوائل).
  • قللي من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة، والشاي، ومشروبات الكولا، ومشروبات الطاقة.
  • تعلمي كيفية إدارة مشاعر القلق والتوتر لديك، سيساعدك هذا على تحسين مزاجك وحالتك النفسية وسينعكس على طفلك.
  • خذي قسطك الكافي من النوم ليلًا، فهذا يساهم في توفير بيئة صحية لطفلك.
  • في آخر ثلاثة شهور من الحمل، راقبي حركة طفلك جيدًا واحسبي عدد مرات حركاته وزودي طبيبتك أثناء المتابعة بهذه المعلومات.

المصادر:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى