الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل
قد تتردد النساء المصابات بمرض اضطراب ثنائي القطب في تجربة تغييرات كبيرة في الحياة؛ بما في ذلك الحمل. فإذا كنت تعانين من مرض بهجت (اضطراب ثنائي القطب) وترغبين في الحمل، أو كنت حاملاً بالفعل. فهذا يعني أنه يجب عليكِ الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات المرتبطة باضطراب ثنائي القطب والحمل معاً، تأكدي من التحدث مع طبيب التوليد والطبيب النفسي حول ما الأدوية التي تتناولينها حاليا ً؟ وما المخاطر المحتملة عليكِ وعلى طفلكِ؟ فإذا كنتِ تعانين من اضطراب ثنائي القطب والحمل معاً، فاحرصي على أن: التوقف عن تناول الأدوية فجأة قد يسبب ضررًا لكِ ولطفلكِ الذي لم يولد بعد.
تابعي القراءة لمعرفة المزيد، والإجابة على كل الأسئلة التي تقلقين بشأنها.
ما هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
الاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder أو ما يعرف باسم الاكتئاب الهوسي أو الهوس الاكتئابي. وهو عبارة عن اضطراب مزاجي يستمر مدى الحياة، ويعد أيضاً حالة صحية عقلية تؤدي إلى تغييرات شديدة في مستويات الطاقة، وأنماط التفكير، والحالة المزاجية. ويمكن أن يستمر هذا الاضطراب لساعات، أو أيام، أو شهور ويقلل من قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
هناك عدة أنواع من الاضطراب ثنائي القطب. ومع هذا كله، فإن الأشخاص المصابين بالاضطراب الوجداني ليسوا دائماً في حالة الهوس أو الاكتئاب، فقد يعانون أيضاً من فترات المزاج الطبيعي وهو ما يطلق عليه euthymia.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل
لا يؤثر الاضطراب ثنائي القطب BD على الجنين، ولكن تعد أكبر المخاوف التي تقلق المريضة عند تفكيرها بمرض اضطراب ثنائي القطب ونمو الجنين هي الأدوية التي يتم تناولها لإدارة هذه الحالة، ومدى تأثيرها على الطفل. قد تكون مثبتات الحالة المزاجية، مثل divalproex-sodium Depakote أو الليثيوم (Eskalith)، خطرة على نمو الجنين.
فمع وجود كل هذا، فإن الآثار الدقيقة غير واضحة. حيث أثبتت إحدى الدراسات أن تناول الليثيوم وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قد يؤدي إلى حدوث تشوهات قلبية لدى الأجنة. ولكن أعلنت هذه الدراسات أيضاً أنه من بين 663 رضيعًا تعرضوا لليِثيوم، وجد أن 16 فقط لديهم هذه التشوهات.
وقد أشارت بعض الدِراسات الأخرى أن تَناول الفالبروات خلال فترة الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بعيوب عصبية عند الرُضع. ومع كل هذه الدراسات، لاحظ مؤلفو المراجعة أن البيانات التي استخدموها كانت منخفضة الجودة، فما زالت الحاجة إلى المزيد من الدراسات حول الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل لدعم هذه النتائج.
اقرأ أيضاً: اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء
ما تأثير الحمل على الصحة النفسية للحامل؟
قد يؤدي الحمل إلى بعض التغييرات الهرمونية، ففي بعض الأيام قد تشعرين بالانزعاج والضيق، في حين في أيام أخرى، تشعرين بأنك على قمة العالم. فيمكن أن يصبح أعراض مرض ثنائي القطب أكثر بروزاً مع وجود المعاناة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل معاً. وخاصة إذا ترك المرض دون علاج.
أدوية الاضطراب ثنائي القطب والحمل
بعد أن تعرفنا على الاضطراب ثنائي القطب والحمل، ما تأثير أدوية ثنائي القطب على الحمل والجنين؟ فقد تستمر بعض النساء المصابات باضطراب ثنائي القطب في تناول أدوية هذا المرض ومع ذلك تلدن أطفال أصحاء، ولكن هناك القليل من الأدوية ثُنائية القطب التي قد تؤثر على الجنين وقد تزيد من خطر الإصابة ببعض العِيوب الخلقية وخاصة في الأشهُر الثَلاثة الأولى من الحَمل. ومن تلك العِيوب ما يلي:
- عِيوب القلب.
- عيوب الأنبوب العصبي.
- مشاكل سلوكية، أو عصبية، أو تأخر في النمو.
ومع هذا، فيجب الموازنة بين مخاطر الأدوية ومخاطر اضطراب ثنائي القطب دون علاج. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل دون علاج المرض إلى بعض الآثار السلبية مثل؛ انخفاض وزن الجنين عند الولادة، والمخاطر المحتملة على نمو هياكل الدماغ لدى الطِفل. ويمكن حدوث بعض التغييرات المزاجية لدى الأم مثل؛ سوء التغذية، وسوء رعاية ما قبل الولادة، والإجهاد، والإفراط في تعاطي التبغ أو الكحول. فكل هذه الحالات المزاجية قد تضر بحالة الجنين أيضاً.
مثبتات المزاج: يمكن أن يؤدي تَناول الأدوية التى تعمل على استقرار الحالة المزاجية إلى بعض المخاطر منها عيوب القلب، فلا يُنصح أحيانًا باستخدام الليثيوم خلال الأشهُر الثَلاثة الأولَى من الحمل ما لم تكن فوائده تفوق المخاطر. ولكن عندما يستمر الليثيوم بعد الولادة يمكن أن يقلل من معدلات الانتكاس من حوالي 50% إلى 10%.
لتقليل مخاطر الليثيوم عليكِ وعلى طفلكِ:
- افحصي مستويات الليثيوم بانتظام.
اشربي الكثير من الماء، وتناولي الملح الطبيعي وذلك لمنع حدوث تسمم الليثيوم. - إذا كنتِ ترضعين طبيعياً مع تناول الليثيوم، فتأكدي أن الطبيب الخاص بطفلكِ، يفحص مستويات الليثيوم، وهرمون الغدة الدرقية، ووظائف الكلى لدى طفلك بعد الولادة، وذلك في عمر 4-6 أسابيع، ثم بعد ذلك كل 8-12 أسبوعًا.
قد يؤدي تناول كل من فالبروات (Depakote) وكاربامازيبين (Tegretol) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إلى عِيوب خلقية مثل عِيوب الأنبوب الصمام العصبي، ومن ثم التأثير على تكوين الحبل الشوكي والدماغ. ولذلك من المهم تناول الفيتامينات المناسبة قبل الولادة مثل حمض الفوليك.
الأدوية المضادة للذهان: في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل، يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة الذهان وذلك للتحكم في الأوهام والهلوسة. ومن أمثلة هذه الأدوية المُضادة للذِهان الأحدث ما يلي:
- أريبيبرازول (أبيليفاي).
- كيتيابين (سيروكويل).
- زيبراسيدون (جيودون).
- أولانزابين / ساميدورفان (ليبالفي).
- أولانزابين (زيبريكسا).
- ريسبيريدون (ريسبردال).
ولكن خلال فترة الحمل، قد يقترح الطبيب الخاص بكِ تناول مضادات الذهان من الجيل الأقدم مثل هالوبيريدول (هالدول).
مضادات الاكتئاب: لا توجد معلومات كافية حول تأثير مضادات الاكتئاب على الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل، إذا كنتِ تتناولين هذه الأدوية، فسوف يراقبك الأطباء عن كثب بحثًا عن تغيرات مزاجية أو نوبات متعددة بمرور الوقت. فيمكن لهذه الأدوية أن تزيد من خطر بالهوس، وخاصة إذا تم إيقاف مثبتات الحالة المزاجية.
العلاج بالصدمات الكهربائية أثناء الحمل (ECT)
يعرف هذا العلاج أيضا باسم الصدمة الكهربائية، وهو من بين أكثر العلاجات شيوعاً وأماناً خلال فترة الحمل، فيمكن أن يكون له تأثير علاجي لاضطرابات المزاج. فيمكن أن يسبب هذا العلاج القليل من المخاطر ولتقليلها قد يقوم الطبيب بما يلي:
مراقبة معدل ضربات قلب الجنين، ومستويات الأكسجين وذلك أثناء العلاج بالصدمة الكهربائية.
وضع أنبوب مجرى الهواء، أو اقتراح بعض أنواع مضادات الحموضة لتقليل مخاطر ارتجاع المرئ.
تشجيعك على شرب الماء بشكل جيد وتناول الطعام، وذلك للمساعدة في منع الانقباضات المبكرة.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وبعد الولادة
بعد أن تعرفنا على أغلب المخاوف من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل، فهناك أيضاً بعض المخاطر على الأم وطفلها بعد الولادة مباشرة. فيمكن لثنائي القطب أن يزيد من إصابة الأُم بذهان ما بعد الولادة -وهو نوع من الأمراض العقلية بعد الولادة، ويصيب حوالي 1 من كل 1000 امرأة، وقد تشمل الأعراض ما يلي؛ الاكتئاب أو الهوس الشديد الذي يبدأ عادة خلال يومين أو ثلاثة من الوضع، ويمكن أن يكون هذا المرض في غاية الخطورة لكلٍ من الأم والجنين-.
يمكن أن تشكل الرضاعة الطبيعية بعض التحديات التي تقلق الأمهات الجدد المصابات بمرض بهجت، فقد يقلقن بشأن بعض الأدوية التي يمكن أن تنتقل إلى الطفل عن طريق لبن الأم. فيمكن لمضادات الذهان أن تشكل خطراً على الطِفل. يمكن أن تؤدي الرضاعة الطبيعية أيضًا إلى تعطيل النوم، وهو أمر ضروري في منع انتكاس ثنائي القطب.
الملخص
إذا كنت مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب وتخططين لإنجاب طفل، فيجب التخطيط للحمل مسبقاً مع طلب المساعدة من الطبيب الخاص بكِ. فقد يساعد وضع خطة سليمة لهذا أن يحافظ على سلامتك أنت ورضيعك، فقد يستلزم هذا:
- وقف بعض الأدوية تماماً.
- تبديل الأدوية.
- الرعاية الذاتية مثل النوم الكافي.
اقرأ أيضاً: أنواع اضطرابات الأكل عند النساء
المراجع
https://www.healthline.com/health/bipolar-disorder/bipolar-pregnancy#takeaway
https://psychcentral.com/bipolar/bipolar-and-pregnancy#can-bipolar-disorder-affect-pregnancy