اسباب الحمل خارج الرحم ومخاطره وأهم 3 أعراض له

Dr. Eman Abd Elrahim ديسمبر 14, 2022

0 6 دقائق

يعد الحمل خارج الرحم سبباً رئيسياً لحدوث الوفيات في الثلث الأول من الحمل. ونظراً لمخاطره المحتملة، سنتحدث معاً في هذا المقال عن اسباب الحمل خارج الرحم، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

لكي يحدث الحمل الطبيعي تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم لتنغرس في بطانة الرحم. في حالة وجود اسباب الحمل خارج الرحم التي تمنع البويضة المخصبة من الوصول إلى بطانة الرحم والالتصاق بها، تنغرس البويضة في أي مكان بخلاف تجويف الرحم مثل قنوات فالوب، أو عنق الرحم، أو تجويف البطن. يحدث الحمل في قناة فالوب في 90% تقريباً من حالات الحمل خارج الرحم، ويسمى هذا النوع “الحمل الأنبوبي”.

ما اسباب الحمل خارج الرحم

يمكن تفسير حدوث الحمل خارج الرحم بسبب وجود أسباب تعوق حركة البويضة أو تبطىء مرورها عبر قناة فالوب لتصل إلى الرحم. لا تزال الأسباب الدقيقة المؤدية إلى الحمل خارج الرحم غير واضحة تماماً حتى الآن، ولكن هناك ارتباط كبير بين حدوث حمل خارج الرحم وبين عدد من العوامل. تشمل عوامل الخطر واسباب الحمل خارج الرحم ما يلي:

التهاب قنوات فالوب أو حدوث عدوى بها كما يحدث في مرض التهاب الحوض: قد ينتج عن ذلك تطور نسيج ندبي بالقنوات والمبايض.
وجود تندب سابق بقنوات فالوب نتيجة الخضوع لعملية جراحية سابقة مثل إزالة انسداد القنوات.
من اسباب الحمل خارج الرحم أيضاً وجود تاريخ لبطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف باسم “الانتباذ الرحمي”.
الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً مثل السيلان والكلاميديا.
تمثل العوامل الهرمونية سبباً من اسباب الحمل خارج الرحم؛ حيث قد يحدث خلل في توازن هرمونات البويضة المخصبة أو اضطراب في تطورها الطبيعي.
زيادة عمر المرأة عن 35 عاماً.
من اسباب الحمل خارج الرحم الخضوع لعمليات جراحية سابقة بالبطن أو الحوض. قد ينتج عن هذه الجراحات حدوث التصاقات حول الأنابيب.
إذا حدث حمل خارج الرحم في السابق، فإن خطر حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى يكون 10% تقريباً.
استخدام أدوية الخصوبة مثل منشطات التبويض. يؤدي استخدام منشطات التبويض إلى زيادة عدد البويضات القابلة للتلقيح؛ ومن ثم زيادة حدوث اسباب الحمل خارج الرحم.
يزيد التدخين من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، ويزداد الخطر مع شراهة التدخين. أثبتت بعض الدراسات تأثير التدخين على وظيفة وحركة الأهداب التي تبطن قنوات فالوب مما يعيق مرور البويضة المخصبة عبرها.
قد يكون استخدام بعض وسائل منع الحمل مثل اللولب الرحمي وربط قناة فالوب من اسباب الحمل خارج الرحم؛ حيث أنه إذا فشلت هذه الوسائل في منع الحمل، فقد يحدث الحمل معها خارج الرحم.
من الممكن أيضاً كون العقم من اسباب الحمل خارج الرحم؛ حيث أن العقم أحياناً يكون مصحوباً بمشاكل في قنوات فالوب.

اسباب الحمل خارج الرحم في الحقن المجهري

يبدو أن هناك علاقة بين حدوث الحمل خارج الرحم والخضوع لوسائل الإنجاب المساعدة. تتعدد اسباب الحمل خارج الرحم في الحقن المجهري لعدة عوامل منها: وجود أمراض مسبقاً في قنوات فالوب، بالإضافة إلى أن أدوية الخصوبة المستخدمة في التلقيح الصناعي تزيد من عدد البويضات القابلة للإخصاب، وكلما زاد عدد الأجنة المنقولة إلى الرحم، يزداد خطر حدوث الحمل خارج الرحم.

الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم

قد لا يكون هناك فرق بين أعراض الحمل الطبيعي وأعراض الحمل خارج الرحم. وتظهر في العادة الأعراض الطبيعية لأي حمل مثل:

غياب الدورة الشهرية.
الإحساس بألم في الثدي عند اللمس.
الشعور بالغثيان.
يكون اختبار الحمل إيجابياً.

اعراض الحمل خارج الرحم وخطورته

عند الحديث عن أعراض الحمل خارج الرحم وخطورته، فلابد أن نعرف أولاً أنها تظهر نتيجة نمو الجنين في مكان غير ملائم له. ويعتمد وجود الأعراض على المكان الذي يحدث فيه تجمع للدم أو يحدث فيه تهيج للأعصاب نتيجة الضغط عليها. وتشمل أعراض الحمل خارج الرحم غياب الدورة الشهرية الذي قد يكون مصحوباً بما يلي:

حدوث نزيف مهبلي أو تنقيط خفيف: قد يكون هذا النزيف مستمراً أو متقطعاً، ومن الممكن أن يكون على هيئة إفرازات مائية بنية اللون. قد تخلط المرأة بين هذا النزيف وبين نزيف الدورة الشهرية ونتيجة لذلك قد لا تدرك وجود الحمل.
الشعور بألم شديد بالبطن أو الحوض: ويكون هذا الألم عادةً في ناحية واحدة من الجسم. ويعد هذا الألم من أبرز أعراض الحمل خارج الرحم.
الشعور بالألم في الكتف أو الرقبة.
الشعور بألم في القولون أو وجود رغبة متكررة في التبرز أو التبول نتيجة الضغط على القولون والمثانة.

تجدر الإشارة إلى أن الشعور بأحد أعراض الحمل خارج الرحم ليس دليلاً قاطعاً على حدوثه؛ فقد تكون هناك ذات الأعراض نتيجة عوامل أخرى. ولذلك ينبغي التوجه لمقدم الرعاية للتشخيص وإجراء ما يلزم.

أعراض وعلامات الحمل خارج الرحم المتأخرة

تختلف أعراض وعلامات الحمل خارج الرحم المتأخرة عن أعراض الحمل خارج الرحم في الأسابيع المبكرة نتيجة زيادة نمو الجنين في مكان لا يلائم ولا يستوعب النمو المتزايد له، وبالتالي يحدث انفجار لقنوات فالوب. قد يسبب ذلك الانفجار نزيفاً مهدداً للبقاء على قيد الحياة إذا لم يشخص ويعالج على الفور.

ومن العلامات التي قد تشير إلى حدوث نزيف داخلي:

تصلب البطن وإيلامها.
الدوار الشديد.
الإغماء.
شحوب الوجه.
علامات الصدمة.
انخفاض ضغط الدم.
تسارع ضربات القلب.
تشخيص الحمل خارج الرحم

ينبغي الذهاب للرعاية الطبية إذا كان هناك أي من أعراض الحمل خارج الرحم، وتشمل ألم البطن أو الحوض الشديد المصحوب بنزيف مهبلي، أو دوار شديد، أو ألم بالكتف. في العادة لا يمكن تشخيص الحمل خارج الرحم من خلال الفحص الإكلينيكي خاصةً في المرحلة المبكرة. تستخدم الفحوصات التالية لتشخيص الحمل خارج الرحم:

قياس مستوى هرمون الحمل في الدم (HCG): تُقاس نسبة هرمون الحمل في الدم ثم تكرر بعد 48 ساعة لمقارنة النتائج. تتضاعف في الحمل الطبيعي عادة نسبة هرمون الحمل كل 48 ساعة، بينما في الحمل خارج الرحم تكون الزيادة ببطء أو قد تظل النسبة ثابتة لعدة أيام ثم تبدأ في النقصان.
التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل: لتحديد وجود كيس الحمل في الرحم من عدمه. ويعد عدم وجود كيس حمل داخل الرحم بالإضافة لعدم زيادة نسبة هرمون الحمل -كما هو مفترض- مؤشراً على حدوث الحمل خارج الرحم.

علاج الحمل خارج الرحم

تعد البويضة المخصبة في الحمل خارج الرحم غير قابلة للحياة والاكتمال؛ ويحدث ذلك لأن البويضة المخصبة لا تستطيع الحصول على إمدادات الدم والدعم الذي تحتاجه للنمو خارج الرحم. ويعني هذا فقدان الحمل إما من تلقاء نفسه أو بالتدخل العلاجي. ومن الضروري التخلص من الحمل خارج الرحم بأسرع وقت حيث أنه غير آمن على الأم، وقد يؤثر أيضا على خصوبتها فيما بعد.

يعتمد علاج الحمل خارج الرحم على مكانه، ومرحلته، وأعراضه، ومدى استقرار حالة المريضة. وتبعا لذلك تستخدم إحدى الطرق التالية:

الانتظار والمراقبة:
قد يلجأ الطبيب إلى ملاحظة تطور الحالة عن كثب إذا لم يكن هناك أعراض، أو إذا كانت الأعراض خفيفة، أو إذا كان الحمل صغيراً جدًا، أو لا يمكن العثور على مكانه، كما هو الحال في أعراض الحمل خارج الرحم في الأسابيع المبكرة. تقاس نسبة هرمون الحمل في الدم إلى أن ينخفض في حالة تحلل الحمل من تلقاء نفسه. وينبغي فحص المريضة بانتظام للوقوف على أي تطورات. وإذا ظهرت أعراض أكثر حدةً ينبغي التوجه مباشرة للطبيب.
العلاج الدوائي:
يوصى بتلقي دواء الميثوتريكسات في حالة:
– إذا تم تشخيص الحمل خارج الرحم في مرحلة مبكرة وكانت المراقبة النشطة غير مناسبة.
– إذا لم ينخفض مستوى هرمون الحمل في الدم مع المتابعة.
يعمل الميثوتريكسات على إيقاف نمو الحمل ومنع انفجاره. يعطى الميثوتريكسات كحقنة واحدة ثم تجرى اختبارات دم بصورة منتظمة للتحقق من مدى فعالية العلاج في إيقاف نمو الحمل وانخفاض نسبة هرمون الحمل في الدم. وتبعاً لذلك قد تكون هناك حاجة أحياناً لتكرار الجرعة.
ينصح بعدم محاولة الحمل لاحقاً قبل مرور ثلاثة أشهر من حقن الميثوتريكسات حتى لا يتسبب في إصابة الجنين بالضرر.
العلاج الجراحي:
يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حالة عدم فعالية العلاج الدوائي أو إذا كانت الحالة غير مستقرة. يتم إزالة الجنين وإصلاح الاذى الملحق بالأنابيب، وقد يضطر الطبيب لاستئصال قناة فالوب في الحالات الشديدة.
هناك طريقتين لإجراء الجراحة:
-تنظير البطن: يقوم الطبيب بعمل فتحات صغيرة في أسفل البطن لإزالة الحمل خارج الرحم.
-الفتح الجراحي للبطن: في حالة إذا كانت الجراحة بالمنظار غير ناجحة أو إذا كان النزيف شديداً.

الوقاية من الحمل خارج الرحم

لا يوجد طرق واضحة للوقاية من حدوث اسباب الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن اتباع ما يأتي للإقلال من احتمالية حدوثه:

تلقي العلاج المناسب لأي التهابات في الجهاز التناسلي مثل السيلان.
استشارة الطبيب المعالج حول مدة الانتظار الموصى بها حتى يقمن بمحاولة الحمل مرة أخرى في حال التعرض إذا حدث حمل خارج الحمل سابقًا، يوصي بعض الأطباء بالانتظار لمدة 3 – 6 أشهر قبل الحمل لاحقا.
ممارسة الجنس الآمن وتجنب العلاقات خارج إطار الزواج لمنع الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
تجنب استخدام الدش المهبلي حيث أن استخدامه يمكن أن يزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
الإقلاع عن التدخين خاصة قبل التخطيط للحمل.

ملخص:

يعد الحمل خارج الرحم حالة طبية خطيرة قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات في حالة عدم اكتشافها في الوقت اللازم. تتعدد اسباب الحمل خارج الرحم لتشمل الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، والتهابات الحوض، وتقدم عمر المرأة. من اسباب الحمل خارج الرحم أيضاً إجراء وسائل الإخصاب المساعدة وربط الأنابيب. ومن أبرز أعراض الحمل خارج الرحم حدوث ألم شديد أسفل البطن وقد يكون مصحوباً بحدوث نزيف من المهبل.