الحمل

علاج انفصال المشيمة و4 طرق للوقاية منه

علاج انفصال المشيمة

يعد انفصال المشيمة من أهم مضاعفات الحمل التي قد تهدد حياة الأم والجنين بالخطر، ولكن من الممكن أن يقلل التدخل الطبي الفوري من المخاطر المحتملة له. ولذا، سنناقش في هذا المقال كيفية تشخيص وعلاج انفصال المشيمة وكيفية الوقاية منه.

ما هو انفصال المشيمة؟

تحدث الإصابة بانفصال المشيمة عند حدوث انفصال لها من جدار الرحم بموضع التصاقها به. في العادة تكون فترة الحمل الطبيعي 40 أسبوعاً، يتم بعدها ولادة الجنين ونزول المشيمة. إذا حدث ذلك مبكراً قبل الأسبوع 37 من الحمل، يُشخص انفصال المشيمة.

يحدث انفصال المشيمة في 0.5 إلى 1.5٪ تقريباً من حالات الحمل. ويحدث في أغلب الحالات بين الأسبوعين 24 و26 من الحمل. وغالباً ما تكون الإصابة بانفصال المشيمة حادة وتحدث فجأة وإذا تُركت الحالة دون علاج في الوقت المناسب، تكون حياة الأم والجنين على المحك.

أنواع انفصال المشيمة

انفصال المشيمة الحاد: وهو انفصال المشيمة الذي يحدث فجأة ويتسبب في فقدان كمية كبيرة من الدم.
انفصال المشيمة المزمن: يتطور فيه انفصال المشيمة تدريجياً، ويحدث فيه غالباً نزول لكميات بسيطة من الدم على فترات متقطعة.

قد يكون النزيف ظاهراً أو مخفياً. إذا نتج عن انفصال المشيمة انسياب الدم عبر عنق الرحم ونزوله من المهبل، فيكون حينئذ النزيف ظاهراً. أما في حالة النزيف المخفي، يظل النزيف محبوساً داخل الرحم وقد يشكل جلطة دموية ولا يحدث نزيف مرئي؛ ولكنه قد يكون شديدًا لدرجة تؤدي لحدوث الصدمة الجهازية.

ما هو سبب انفصال المشيمة للحامل؟ أسباب انفصال المشيمة

أسباب انفصال المشيمة
أسباب انفصال المشيمة

لا يوجد حتى الآن تفسير لأسباب انفصال المشيمة، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية التعرض له. ومن الجيد التعرف على هذه العوامل للمساعدة في تجنب وعلاج انفصال المشيمة. ومن ضمن هذه العوامل ما يلي:

  • الحمل بالتوائم.
  • التعرض للسقوط على البطن أو إصابة غير مباشرة لها كما في حوادث السيارات.
  • تدخين السجائر أو تعاطي المخدرات كالكوكايين.
  • وجود تاريخ مرضي لمرض السكري.
  • تقدم عمر المرأة فوق 35 عاماً.
  • ارتفاع ضغط الحمل أو الإصابة بتسمم الحمل أو متلازمة هيلب.
  • قد يؤدي وجود اضطرابات في تجلط الدم إلى التجلط الكامن لأوعية المشيمة.
  • نقص طول الحبل السري.
  • وجود إصابة في بطانة الرحم مثل الورم الليفي.
  • الإصابة بعدوى في الجهاز التناسلي مثل الكلاميديا.
  • التهابات المشيمة، أو بطانة الرحم، أو الأغشية الجنينية.
  • زيادة كمية السائل الأمنيوسي أو تسربه عبر الأغشية لجدار الرحم.

ما هي أعراض انفصال المشيمة؟ وهل تتوقف حركة الجنين عند انفصال المشيمة؟

يحدث عادةً انفصال المشيمة المبكر في الثلث الأخير من الحمل؛ خاصة في الأسابيع التي تسبق الولادة مباشرة. وقد يكون انفصال المشيمة بدرجات متفاوتة من بسيطة إلى شديدة، وقد تتماشي مع شدة أعراض انفصال المشيمة أو لا تتماشى معها.
تشمل أعراض انفصال المشيمة وعلاماتها ما يلي:

  • من أعراض انفصال المشيمة الحاد حدوث النزيف الرحمي. قد يكون هذا النزيف ظاهراً وقد يكون مخفياً خلف المشيمة. ولذلك قد لا تتناسب غزارة الدم المرئي مع درجة انفصال المشيمة.
  • حدوث تقلصات وآلام بالرحم.
  • من أعراض انفصال المشيمة المزمن نزول كميات قليلة من الدم بلون داكن على فترات متقطعة.
  • نقص حركات الجنين عن المعتاد أو توقفها.
  • نقص كمية السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، ناتجاً عن ذلك نقص معدل نمو الجنين ووزنه عن المتوسط.
  • الصدمة النزفية.

اقرأ أيضا: أهم 7 أعراض لانفصال المشيمة في الشهر الرابع

اعراض انفصال المشيمة
اعراض انفصال المشيمة

هل تلتئم المشيمة بعد انفصالها؟ وما مضاعفات انفصال المشيمة؟

للأسف، لا يمكن أن يحدث التئام مرة أخرى بعد انفصال المشيمة، ولكن لا يعني ذلك أن أمر الحمل قد انتهى؛ ولكن هناك طرق لعلاج انفصال المشيمة للحفاظ على الحمل ما دام ذلك في الإمكان.

تشمل مضاعفات انفصال المشيمة ما يلي:

أولاً: مضاعفات انفصال المشيمة على الأم:

  • حدوث نزيف شديد قد يؤدي إلى الاحتياج لنقل الدم.
  • حدوث المضاعفات المرتبطة بنقل الدم مثل الحساسية والعدوى.
  • الإصابة بجلطات دموية في أماكن مختلفة من الجسم مثل القلب، والمخ، والرئة.
  • حدوث الصدمة الجهازية نتيجة انخفاض ضغط الدم الشديد الناتج عن النزيف.
  • قد يضطر الجراح لاستئصال الرحم أثناء محاولة علاج انفصال المشيمة إذا لم يتمكن من إيقاف النزيف الشديد.
  • الإصابة بالفشل الكلوي أو فشل وظيفي متعدد للأعضاء الحيوية.
  • في بعض الأحيان قد ينتقل دم الجنين إلى دم الأم مسبباً تكسير شديد في الدم نتيجة وجود حساسية لعامل Rh.
  • من أخطر مضاعفات انفصال المشيمة هو الوفاة، وتحدث نتيجة النزيف الشديد والدخول في حالة الصدمة.
  • قد يتكرر حدوث انفصال المشيمة في الحمل التالي في 4 إلى 12٪ من الحالات.

ثانياً: مضاعفات انفصال المشيمة على الجنين أو الطفل بعد ولادته:

إذا كان انفصال المشيمة متأخراً في فترة الحمل بعد مرور 37 أسبوعاً، ففي الغالب لن يُصاب الجنين بأذى كبير. وفي حال حدوث الانفصال المشيمي مبكراً، يحدث عدد من المضاعفات التي تتراوح في خطورتها، وتشمل:

  • حدوث الولادة المبكرة قبل مرور 37 أسبوعاً من الحمل. تمثل ولادة الأطفال الخدج تحدياً كبيراً أمام نموهم وتطورهم الوظيفي؛ فقد يعاني الأطفال الخدج من عدم القدرة على التنفس، أو صعوبة الرضاعة، أو اليرقان، وغيرها من مضاعفات الولادة المبكرة.
  • تضرر الوظائف المخية للجنين نتيجة نقص الأكسجين مما قد ينتج عنه اضطرابات حسية أو حركية.
  • تأخر نمو الجنين عن المعدل المتوسط لعمره نتيجة نقص إمداده بالمغذيات والأكسجين.
  • قد تحدث أيضاً وفاة الجنين داخل الرحم في حالات انفصال المشيمة الشديد نتيجة قطع الإمداد الدموي له.

تشخيص انفصال المشيمة

إذا عانيتِ من الأعراض السابقة أو راودكِ القلق بشأن أي منها، فلابد من استشارة الطبيب على الفور؛ حيث يساعد التشخيص المبكر لانفصال المشيمة في الإقلال من المضاعفات وتحسين النتائج والتوقعات.

قد يسألكِ طبيبك بعض الأسئلة عن شكواكِ الحالية، مثل: وقت بداية الأعراض، ومقدار النزيف، وعن إذا ما حدث تسرب للسائل من المهبل، ووجود تقلصات رحمية ومدى تقاربها. قد يسألكِ أيضاً عن حركة الجنين أو إذا عانيتِ من دوار أو قيء.
يفحص الطبيب البطن والرحم لتحديد وجود علامات مثل تصلب الرحم ووجود إيلام عند اللمس. ومن الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد مكان النزيف، وفحص المشيمة، وتقييم حالة الجنين.
  • إجراء مخطط القلب (CTG) وتسجيل معدل ضربات قلب الجنين.
  • قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات الدم مثل: تعداد الدم الكامل وقياس نسبة الهيموجلوبين.
  • فحص فصيلة الدم لحين الحاجة إلى نقل دم.
  • قياس عوامل تجلط الدم.
  • اختبار Kleihauer: يُجرى في حالة إذا كانت الأم سلبية لعامل الريزوس (Rh) لتحديد جرعة المضاد المطلوبة له.
  • إجراء بعض الاختبارات لوظائف الجسم لتقييم حالتها الوظيفية واستبعاد وجود مقدمات الارتعاج ومتلازمة هيلب، ومنها: اختبارات وظائف الكبد والكلى·

اقرأ أيضا: اسباب الحمل خارج الرحم ومخاطره وأهم 3 أعراض له

علاج انفصال المشيمة وكيف ترجع المشيمة الى وضعها الطبيعي؟

غالبًا ما يحدث انفصال المشيمة بصورة حادة تمثل حالة طبية طارئة. وإذا انفصلت المشيمة، لا ترجع إلى وضعها الطبيعي مجدداً. يهدف علاج انفصال المشيمة إلى الحفاظ على حياة الأم والجنين وتجنب المضاعفات قدر الإمكان.

يختلف علاج انفصال المشيمة تبعاً لشدة انفصال المشيمة، ودرجة النزيف، والحالة العامة للأم والجنين، فقد يتم اللجوء لولادة الطفل بعملية جراحية طارئة وقد يتم دخول المستشفى والمتابعة لتقييم التطورات الحادثة.

يتم علاج انفصال المشيمة بإجراء الولادة القيصرية السريعة في حالات انفصال المشيمة الآتية:

  • إذا كان هناك تأثير على معدل ضربات القلب الجنيني.
  • إذا كانت الدورة الدموية والحالة العامة للأم غير مستقرة.
  • قد يتم أيضاً اللجوء للولادة القيصرية إذا حدثت وفاة الجنين داخل الرحم ولم يكن من الممكن ولادته طبيعياً.

علاج انفصال المشيمة إذا كانت فترة الحمل 37 أسبوعًا:

قد يتم تعجيل ولادة الطفل إذا كانت الأم أو الجنين معرضين لخطر شديد. ويتم تعجيل الولادة الطبيعية إذا كانت الحالة العامة للأم مستقرة ومعدل ضربات قلب الجنين طبيعي. ومن طرق تحريض المخاض استخدام الأوكسيتوسين أو إجراء بضع السلى.

علاج انفصال المشيمة البسيط:

قد تُدخل الحالة إلى المستشفى للمراقبة عن كثب والتقييم المستمر في الحالات الآتية:

  • إذا كان النزيف لا يمثل خطراً على حياة الأم أو الجنين.
  • إذا لم يصل الحمل إلى 37 أسبوعًا.
  • ضربات قلب الجنين طبيعية.

وتشمل إجراءات وطرق علاج انفصال المشيمة ما يلي:

  • تلقي السوائل الوريدية ونقل الدم في حالة الاحتياج لذلك.
  • قد تعطى الستيرويدات القشرية في حالة توقع الولادة المبكرة لتسريع نضج رئة الجنين إذا كان عمر الحمل أقل من 37 أسبوعاً.
  • إعطاء مضاد العامل D خلال 72 ساعة من بداية النزيف إذا كانت المرأة سلبية لعامل الريزوس.
  • استمرار مراقبة نبض الجنين وعلاماته الحيوية حيث أنه قد يكون معرضاً للتدهور في أي لحظة نتيجة نقص الأكسجين والإصابة بالحماض.

إذا توقف النزيف وكانت حالة الأم والجنين مستقرة، قد يُسمح بالخروج من المستشفى على أن تتم المتابعة بانتظام. أما إذا استمر النزيف أو تدهورت حالة الأم أو الجنين، ستجرى الجراحة القيصرية على الفور لعلاج انفصال المشيمة وتجنب المزيد من النزيف.

اقرأ أيضا: اعراض انفصال المشيمة وأشهر 5 أسباب للإصابة به

كيفية تجنب انفصال المشيمة وطرق الوقاية

وفي نهاية موضوعنا لابد أن نتطرق إلى كيفية تجنب انفصال المشيمة وطرق الوقاية منه، ويكون ذلك من خلال:

  1. اتباع قواعد السلامة العامة مثل ارتداء حزام الأمان عند القيادة.
  2. التوقف عن التدخين.
  3. عدم إهمال متابعة الأمراض المزمنة التي قد تعانين منها مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات تجلط الدم.
  4. الإسراع في زيارة الطبيب عند تعرضكِ لصدمة في البطن أو ملاحظة نزيف أو أي أعراض غير اعتيادية.

ملخص:

يُعد انفصال المشيمة واحداً من أهم مضاعفات الحمل المعقدة التي تستلزم العناية الطبية الطارئة للحد من آثاره السلبية على الأم وجنينها. تختلف طرق علاج انفصال المشيمة تبعاً لعدة عوامل منها عمر الحمل، ودرجة انفصال المشيمة، والحالة العامة للأم والجنين. يساعد التشخيص السريع وعلاج انفصال المشيمة في الوقت المناسب في الحفاظ على حياة الأم ونتائج الحمل.

المصادر:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/placental-abruption/diagnosis-treatment/drc-20376462

https://www.uptodate.com/contents/acute-placental-abruption-management-and-long-term-prognosis

https://emedicine.medscape.com/article/252810-treatme
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8711592

https://teachmeobgyn.com/pregnancy/medical-disorders/placental-abruption/

اظهر المزيد

Dr. Eman Abd Elrahim

طبيبة بشرية مدرس مساعد إدارة صحية وعلوم سلوكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى