غيبوبة الوذمة المخاطية والتي يطلق عليها أيضاً أزمة الوذمة المخاطية. وتُعد هذه الحالة أحد الحالات الناتجة عن قصور الغدة الدرقية المتقدم. قصور الغدة الدرقية هو حالة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها. وتُعد غيبوبة الوذمة المخاطية حالة نادرة ولكنها مهددة للحياة، وبمجرد ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية يجب على الفور نقل المصاب إلى قسم الطوارئ.
نستكشف في هذه المقالة، كيف يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية؟ وما هي أهم أعراض الوذمة المخاطية؟ والمضاعفات الناتجة عنها.
ما هو التعريف الطبي لغيبوبة الوذمة المخاطية؟
غَيبوبة الوذمة المخاطية Myxedema coma هي عبارة عن فقدان وظائف المخ نتيجة التعرض لانخفاض حاد وطويل المدى من هرمون الغدة الدرقية في الدم وهو ما يسمى بقصور الغدة الدرقية. وتمثل هذه الحالة أحد أكثر الجوانب خطورةً لمرض الغدة الدرقية.
كيف يسبب قصور الغدة الدرقية في ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية؟
تنتج الغدة الدرقية بعض الهرمونات المهمة بما في ذلك: T3 وهرمون الغدة الدرقية T4. وتقوم هذه الهرمونات بالعديد من الوظائف الحيوية في الجسم التي قد تشمل:
- تنظيم درجة حرارة الجسم.
- التحكم في التمثيل الغذائي.
- تنظيم معدل ضربات القلب.
فعندما يحدث قصور في الغدة الدرقية فلا تنتج كميات كافية من هذه الهرمونات، فيؤدي هذا إلى خلل في هذه الوظائف الجسدية. ويؤدي هذا إلى ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية، التي تُعد من المضاعفات الشديدة لقصور الغدة الدرقية.
أسباب غيبوبة الوذمة المخاطية
توجد العديد من الأسباب التي قد تساهم في زيادة خطورة خمول الغدة الدرقية وتؤدي إلى ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية بما في ذلك:
- عدم أخذ أدوية الغدة الدرقية بشكل منتظم.
وجود الالتهابات وخاصة التهاب الرئة. - السكتة الدماغية.
- استخدام اليوديد لفترات طويلة.
- استعمال بعض الأدوية مثل الليثيوم، والأميودارون، الفينوزيازين.
- استعمال المهدئات.
- فشل القلب.
- الجراحة.
وفي كثير من الأحيان، تكون الغدة الدرقية طبيعية، ولكن تفشل الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد في إرسال إشارة صحيحة للغدة الدرقية لأداء وظائفها.
يمكن أن تتسبب الكثير من الحالات في انخفاض مستويات الغدة الدرقية بما في ذلك:
التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: ويعد هذا السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية.
تشوهات الغدة النخامية: قد تؤثر أورام الغدة النخامية، وجراحة الغدة النخامية على وظيفة الغدة. مما يجعلها لا تنتج القدر الكافي من هرمون TSH.
قصور في الغدة الدرقية الخلقي: بعض الحالات يكون القصور في الغدة منذ الولادة. مما يؤثر على النمو العقلي والجسدي.
متلازمة شيهان: قد تضمن خمول في الغدة النخامية.
عدم توازن اليود: وجود نقص أو زيادة في كمية اليود التي يستهلكها الشخص.
اقرأ أيضاً: هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟
عوامل الخطر للإصابة بأعراض غيبوبة الوذمة المخاطية
- السن: كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بغيبوبة الوذمة المخاطية.
- الجنس: تعد الإناث هن الأكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة، فأربع من كل خمس حالات تحدث عند النساء.
- الطقس: فتزداد ظهور أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية في فصل الشتاء. ربما يرجع ذلك نتيجة صعوبة إدراج انخفاض درجة حرارة الشخص نتيجة الطقس البارد.
أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية
يحتاج الشخص المصاب بأعراض غيبوبة الوذمة المخاطية إلى الانتقال إلى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات للدعم الرئوي والأوعية الدموية، وذلك نظراً لأن أعراض غَيبوبة الوذمة المخاطية شديدة. وفي كثير من الأحيان لا يبقى الشخص المصاب على قيد الحياة إذا لم يلق علاجه في أسرع وقت.
أعراض قصور الغدة الدرقية
- الشعور بالإعياء الشديد.
- زيادة الوزن على الرغم من عدم تغيير النظام الغذائي.
- عدم تحمل البرد.
- الإمساك.
- جفاف الجلد مع شعر جاف ومتناثر.
- صعوبة الحركة وخاصةً في كبار السن.
أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية
قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض غَيبوبة الوذمة المخاطية والتي قد تشمل:
- بعض التغييرات العقلية التي قد تشمل الهلوسة، والنوبات المتكررة، والارتباك، وأخيراً الغيبوبة.
- انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الجسم، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى 95.9 درجة فهرنهايت.
- صعوبة التنفس.
- ضعف الرئة: ضعف الحجاب الحاجز ولا يقوم الجسم بتعويض النقص في الأكسجين بشكل كافٍ.
- تورم كبير (وذمة) في جميع أنحاء الجسم مع تضخم اللسان، وتورم العينين، وتضخم القدمين.
تجمع السوائل حول القلب؛ وهو ما يسمى بانصباب التامور. - تجمع السوائل حول الرئتين؛ وهو ما يسمى بالانصباب الجنبي.
- التأثير على القلب وقدرته على ضخ الدم للأمام.
- عدم عمل الجهاز الهضمي بشكل جيد، وإصابته بالشلل في بعض الأحيان مما يستدعي تدخل الجراحة.
- جلطات الدم.
- وجود تشوهات في اختبارات الدم مثل انخفاض مستويات الصوديوم وهذا نتيجة زيادة السوائل في الجسم.
متي يتم طلب الرعاية الطبية؟
يجب نقل الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية، وتطور الحالة لديهم إلى بطء التنفس، والتغييرات العقلية، وبطء ضربات القلب، وتورم اليدين والقدمين إلى قسم الطوارئ لتلقي الرعاية الطبية فوراً.
تشخيص غيبوبة الوذمة المخاطية
يتم تشخيص غيبوبة الوذمة المخاطية عند وجود السمات التشخيصية الرئيسية الثلاثة لغيبوبة الوذمة المخاطية والتي تشمل: الحالة العقلية المتغيرة، وانخفاض ملحوظ في درجة الحرارة، وحدث متسارع مثل التعرض للعدوى أو للبرد أو للأدوية.
فيقوم الطبيب المعالج ببعض الاختبارات للتأكد من الإصابة بغيبوبة الوذمة المخاطية وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- اختبارات الدم: للتحقق من مستويات السكر، والإلكتروليتات، تعداد خلايا الدم، ومستويات هرمون الغدة الدرقية.
- اختبارات لتقييم عمل الكبد والغدة الكظرية.
- إجراء مخطط كهربائي للقلب للتأكد من وجود خلل في نشاط القلب.
- التحقق من مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
اقرأ أيضاً: أنواع سرطان الغدة الدرقية
علاج غيبوبة الوذمة المخاطية
تُعد غيبوبة الوذمة المخاطية حالة صحية حرجة، والشخص المصاب بأعراض غَيبوبة الوذمة المخاطية يجب أن ينقل على الفور إلى الرعاية الطبية. ومن أهم أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية انخفاض ضغط الدم الشديد، والإعياء الشديد. ونظراً لأن هؤلاء المرضى يعانون من خمول حاد في الغدة الدرقية، فيجب إعطائهم كورتيزون وبديل لهرمون الغدة الدرقية للمساعدة في استقرار الحالة.
فيقوم الطبيب المعالج بإعطاء المريض بعض العلاجات الطارئة مثل:
- المضادات الحيوية في حالة وجود عدوى.
إعطاء السوائل الوريدية للتحكم في انخفاض ضغط الدم. - تدفئة الجسم.
- مكملات الجلوكوز إذا كان مستوى السكر في الدم منخفضًا.
- يجب إعطاء الجلوكوكورتيكويد عن طريق الوريد ليتم استبعاد نقص الكورتيزون.
- يجب إدخال المريض المصاب بأعراض غيبوبة الوذمة المخاطية إلى العناية المركزة بالمستشفى والمراقبة عن قرب.
كيفية الوقاية من أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية؟
تتم الوقاية من غيبوبة الوذمة المخاطية عن طريق العلاج المبكر لقصور الغدة الدرقية. وأخذ الهرمونات البديلة لهرمونات الغدة الدرقية بانتظام. والتعرف على أعراض غيبوبة الوذمة المخاطية التحذيرية ليتم تلقي الرعاية الطبية عالفور.
المراجع
https://www.webmd.com/a-to-z-guides/myxedema-coma
https://www.buoyhealth.com/learn/myxedema-coma#symptoms
https://www.emedicinehealth.com/myxedema_coma/symptom.htm
https://www.medicinenet.com/myxedema_coma/article.htm
